برلمان كوريا الجنوبية.. يعزل الرئيس وبانتظار المحكة الدستورية
تكليف رئيس الحكومة بإدارة شؤون البلاد.. ويون سوك يول يتعهد "بـعدم الاستسلام"

برلمان كوريا الجنوبية.. يعزل الرئيس وبانتظار المحكة الدستورية
الشعوب.. تعهد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول بقرار من البرلمان يون سوك يول، السبت، “بـعدم الاستسلام”، وقال إنه سيبذل قصارى جهده لضمان استقرار البلاد حتى “اللحظة الأخيرة”، بعد تصويت الجمعية الوطنية” البرلمان” على تمرير مقترح عزله، في أعقاب محاولته فرض الأحكام العرفية هذا الشهر، وفقًا لوكالة “رويترز”.
وقال الرئيس يون في كلمته للشعب التي نشرها مكتبه، بعد أن أقر البرلمان مشروع قانون لعزله: “لن أستسلم أبداً”، مضيفاً: “أشعر بالإحباط لأن كل الجهود التي بذلت حتى الآن ستذهب سدى”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”.
وتابع يون: “أتوقف للحظة، لكن الرحلة نحو المستقبل التي بدأتها مع الشعب خلال العامين ونصف العام الماضيين، يجب ألا تتوقف أبداً”.
وأردف يون: “سأبذل كل ما في وسعي من أجل البلاد حتى اللحظة الأخيرة، مع وضع كل الانتقادات والتشجيع والدعم الموجه إلي في قلبي”.
وحض يون المسؤولين الحكوميين على الثبات في أداء واجباتهم دون تردد تحت قيادة القائم بأعمال الرئيس (رئيس الوزراء)، على الرغم من الوقت الصعب والعصيب، وعلى بذل الجهود لحماية سلامة الشعب وسعادته.
كما دعا الأوساط السياسية إلى الاهتمام وبذل الجهد لتحسين الثقافة، والمؤسسات السياسية لتتحول سياسة التهوّر والمواجهة إلى سياسة التداول والنظر.
وتابع يون: “سأبذل كل ما في وسعي من أجل البلاد حتى اللحظة الأخيرة، مع وضع كل الانتقادات والتشجيع والدعم الموجه في قلبي”.
تكليف رئيس الحكومة بإدارة شؤون البلاد.. ويون سوك يول يتعهد” بـعدم الاستسلام”.
بدوره، قال رئيس الوزراء هان دوك سو، إنه يتعهد ببذل قصارى الجهود لاستقرار إدارة شؤون الدولة في “الوقت العصيب”.
يدق رئيس برلمان كوريا الجنوبية وو وون شيك يدق المطرقة لبدء جلسة التصويت على عزل رئيس البلاد يون سوك يول. 14 ديسمبر 2024.
انتصار المعارضة
صوّت البرلمان الذي تقوده المعارضة بالموافقة على عزل يون في وقت سابق السبت، بسبب محاولته التي لم تستمر سوى ساعات لفرض الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي صدمت البلاد، وقسمت حزبه وعرضت رئاسته للخطر في منتصف فترة ولايته.
وعمت الفرحة المتظاهرين المطالبين بعزله خارج مقر البرلمان عند سماع الأخبار. وعلى النقيض من ذلك، سرعان ما غادر مؤيدون ليون مسيرة بعد صدور الأنباء. ورحب “الحزب الديمقراطي”، المعارض الرئيسي، بتمرير مقترح عزل الرئيس يون، ووصفه بأنه “انتصار للشعب والديمقراطية”.
وأعرب زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي، بارك تشان ديه، خلال لقائه مع الصحافيين عن تقديره لكل أولئك الذين دعموا عزل “يون”، قائلاً: “لقد حققنا انتصاراً تاريخياً للديمقراطية بفضل كل من تجمعوا أمام الجمعية الوطنية، وهتفوا من أجل الدفاع عن الدستور والديمقراطية”.
وأضاف أن عزل يون “ليس سوى الخطوة الأولى نحو حل عواقب إعلان الأحكام العرفية”، متعهداً بمواصلة الضغط لإجراء “تحقيق شامل مع الرئيس وغيره من المتواطئين في التمرد، وفرض معاقبتهم”.
وأقر البرلمان مساءلة الرئيس، بعد أن انضم 12 عضواً على الأقل في حزب “سلطة الشعب” الحاكم، الذي ينتمي إليه يون إلى زملائهم من أحزاب المعارضة، التي تسيطر على 192 من أصل 300 مقعد في البرلمان المكون من غرفة واحدة، وبذلك اكتمل نصاب الثلثين اللازم لإجراء المساءلة.
وبلغ عدد أعضاء البرلمان الذين أيدوا المساءلة 204 في حين عارضها 85، وامتنع 3 عن التصويت. وكانت 8 أوراق اقتراع باطلة.
في انتظار المحكمة الدستورية
وستقرر المحكمة الدستورية، ما إذا كانت ستعزل يون من منصبه خلال الشهور الستة المقبلة. وبموجب الدستور، يصبح رئيس الوزراء هان داك سو، الذي عينه الرئيس يون قائماً بأعمال الرئيس، بينما يبقى يون في منصبه، لكن مع تعليق صلاحياته الرئاسية. وإذا عزلت المحكمة الرئيس، فسوف يتعين إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً.
ويعد يون ثاني رئيس محافظ على التوالي يخضع لهذا الإجراء في كوريا الجنوبية، بعد عزل الرئيسة السابقة باك جون هاي من منصبها في عام 2017.
