عبد الصمد التائب.. ابن القليوبية الذي حلق بطموحه في سماء مصر
عبد الصمد التائب.. ابن القليوبية الذي حلق بطموحه في سماء مصر

عبد الصمد التائب.. ابن القليوبية الذي حلق بطموحه في سماء مصر
كتب عمرو دسوقى هريدي
في زمنٍ نحتاج فيه إلى نماذج حقيقية تلهم الشباب وتعزز قيمة الاجتهاد، تبرز قصة الأستاذ عبد الصمد طه التائب ابن قرية الرملة بمركز بنها بالقليوبية ، باعتبارها قصة نجاح استثنائية بدأت من الصفر وانتهت بمكانة رفيعة في واحدة من أهم مؤسسات الدولة.
– بداية متواضعة.. وطموح لا ينكسر
ولد عبد الصمد التائب في أسرة بسيطة بقرية الرملة مركز بنها بمحافظة القليوبية ، وبدأ حياته المهنية عاملاً (فراشًا) في مدرسة ابتدائية. وذات يوم، تعرض عبد الصمد لموقف فارق حين نهره ناظر المدرسة وتعالى عليه، معتبرًا إياه “مجرد فراش” لا يستحق الاحترام أو التقدير. لم يكن الأمر مجرد إهانة عابرة، بل كانت شرارة أوقدت نار التحدي بداخله، فقرر أن يثبت لنفسه وللجميع أنه ليس أقل شأنًا من أحد.
– التعليم.. بوابة التغيير
قرر عبد الصمد أن يثبت لنفسه أولًا، ثم للمجتمع، أن الكرامة تصنعها الإرادة لا الوظيفة، فبدأ رحلته التعليمية من جديد، وهو في سن العمل. حصل على الشهادة الابتدائية، ثم التحق موظفًا بالإدارة التعليمية. لم يتوقف عند هذا الحد، بل حصل على الثانوية العامة (التوجيهية)، ثم التحق بـكلية الحقوق بجامعة إبراهيم باشا (عين شمس حاليًا)، وتخرج فيها حاملاً ليسانس الحقوق.
– تميز إداري ومهني
بعد تخرجه، التحق الأستاذ عبد الصمد بـمصلحة الطيران المدني، حيث شق طريقه بنجاح، حتى أصبح مديرًا للشؤون القانونية بالمصلحة، ثم تمت ترقيته إلى منصب مفتش قانوني على مستوى الجمهورية، يغطي نطاق عمله من الإسكندرية حتى أسوان.
تميزه وكفاءته دفعا عددًا من الصحف في ذلك الوقت – ومنها جريدة “المصور” – إلى نشر قصته كنموذج للكفاح الوطني، ورسالة أمل لكل شاب طموح.
– الوفاء للقرية والجذور
رغم انتقاله للعمل بالقاهرة وافتتاحه مكتبًا للمحاماة أمام دار القضاء العالي بعد التقاعد، ظل عبد الصمد متمسكًا بجذوره الريفية. بنى منزله بالرملة ليكون مقر استراحته الدائم، وربّى أبناءه على الاعتزاز بالانتماء للقرية، حتى واصل ابنه مسيرته في مهنة المحاماة.- – -نموذج يُحتذى
يرى أبناء القليوبية في الأستاذ عبد الصمد التائب رمزًا للنجاح العصامي، ونموذجًا يُدرَّس للأجيال القادمة. قصة حياة تتلخص في رسالة واحدة:
“بالعلم والإرادة يتحقق المستحيل، والكرامة لا توهب بل تُنتزع بالجهد والتعب.”
وتبقى قصة عبد الصمد طه التائب درسًا خالدًا لكل شاب، بأن الإرادة الصادقة قادرة على كسر كل الحواجز، وبأن الإنسان لا يصل إلى النجاح صدفة، بل عبر سعيٍ مستمر، وإيمانٍ راسخ بذاته.
فلابد أن يمتلك الشباب اليوم إرادة حقيقية للوصول إلى ما يصبون إليه، وأن يكون لكل واحد منهم هدف واضح في حياته، فـ الإنسان بلا هدف كالصورة بلا روح.
ولتدرك الأجيال الجديدة أن الإصرار والمثابرة هما الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام، وأن الحياة مليئة بالمواقف التي تبدو في ظاهرها صعبة، لكنها قد تكون نقطة التحول الكبرى، فـرُبّ ضارةٍ نافعة.
رحم الله الأستاذ عبد الصمد التائب، وبارك في سيرته الطيبة التي تبقى في قلوب أبناء قريته، وتُضيء الطريق لمن أراد أن يصنع لنفسه مجدًا رغم كل التحديات.
