عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : ” الكلمة الطيبة ..جبر للخواطر”
عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : " الكلمة الطيبة ..جبر للخواطر"

عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : ” الكلمة الطيبة ..جبر للخواطر”
عمرو دسوقى هريدي
أخبار الشعوب..عزيزي القارىء, كلنا نميل لمن يمشي بين الناس جابراً بالكلام الطيب، فمن سار بين الناسِ جابراً للخواطر، أدركته عناية الله وهو في جوف المخاطر، أجبروا خواطر بعضكم بانتقاء أرق الكلمات وأعذبها، عطروا مجالسكم بالكلمة الطيبة، فهي اليد الدافئة التي تحضن القلوب وتأسرها، قال الله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته} الله عز وجل لم يختصر ذلك القول في المال بل في كل خير وصلاح يبقي لك أثرا جليلاً بين الخلق فإن كانت سعتك في إنفاق الكلمة الطيبة فأنفق منها وإن كانت في جبر الخواطر أو البسمة أو السعي في إصلاح فأنفق مما رزقك الله به من الخير كله، فقد قال قدوتنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمةٍ طيبة)..
فـالكلمة الطيبة تقي الإنسان من النار، بل يكون صاحبها صاحب سيرة عطره بين الخلق، الكلمة الطيبة خفيفة باللسان ثقيلة في ميزان أفئدة البشر، فهي السحر الحلال الذي ينتج عنه التواد والتراحم، فكم من كلمة قالها إنسان وأفرحت بها قلوب وأضيئت بها دروب فهي تولد مشاعر الإيجابية، بل إنني على يقين أن الكلمة الطيبة تفعل بالإنسان كما يفعل المطر إذا سقط على الأرض الجدباء فتنبت وتزهر بأنواع الزهور، كذلك أثر الكلام الطيب في قلب الإنسان يحييه ويزهر روحه، فكم من كلمة أصلحت متخاصمين وكم من كلمة لمت شمل أسرة، فالكلمة الطيبة كالمسك الفواح، ينشرح لها القلب وتسر بها النفس، فأكرموا بعضكم البعض بكلماتٍ جميلة فهي مفتاح لكل أبواب القلوب، فبعض الكلام الطيب الذي سمعناه بقى أثرهُ غارسا في مسامعنا إلى هذه الحظة، هؤلاء الأشخاص أصحاب الكلمة الطيبة أشبههم بالنسيم البارد الذي يمر ولا يضر ولكنه يبعث في نفس الإنسان الانشراحية والطاقة الإيجابية والسعادة، فاصنعوا طيب الأثر من بعدكم بكلامكم العذب الرقيق وأخلفوا أثرا جميلا يبقى في نفوس الناس، فما أعذب أن يترك المرء خلفه أثراً طيباً يبقى من بعده ويكون له إرثاً ممتداً عبر الأزمان وعبر القلوب،
فما الإنسان إلا « أثر» وأنت من يشكل أثرك وينحته بطريقتك المميزة، فيبقى خالداً لك ويذكر الناس حسن صنعك، فأثرك الطيب أنت من تصنعه لنفسك فهو العامل الرئيسي الذي يحدد مكانتك في قلوب من حولك، لكلٍ منا شخص في حياته ترك أثراً له معلماً كان أو صديـقا فسلامُ على تلك النفوس الطيبة التي فضلها علينا كبير وأثرهم فينا واضح وذكراهم تمر بنا كالعبير يعطر به نفوسنا ويجلي به ضيق صدورنا، فلكل أم وأب حثوا أبناءكم على الكلمة الطيبة ليصنعوا من بعدهم حسن الأثر، ولا تجعلوا حديثكم معهم يخلو من الكلمة الطيبة، فإن زرعتم في نفوس أبنائكم هذه العادة سيكون ذلك أعظم ما قد تتركونهُ في نفوسهم؛ لأن أثر ذلك عائد عليكم وهذا ما يجعلنا نصنع مجتمعا يتحلى بأجمل الصفات وأعذبها وهي الكلمة الطيبة وحسن الأثر.

اقرأ ايضا:
–الفنان التشكيلي محمود العطار .. فنان غابت ريشته وبقيت عبقريته