علاء سليم يكتب ” يا أمة المنسف والجوعى …..اطفال غزّة… تناديكم !”

علاء سليم يكتب ” يا أمة المنسف والجوعى …..اطفال غزّة… تناديكم
!”
يا أهل الأرض… يا معتنقي كل الديانات، ويا من تؤمنون بيوم الحساب، ويا من تنكرونه أيضاً، اجتمعوا حول هذه الكلمات كما تجتمعون حول عروض الـBlack Friday… دعونا نخبركم أن الفاتورة جاية، والحساب قادم لا محالة، عاجلاً أو آجلاً… في الدنيا أو في الآخرة، ما فيش فرق، بس راح ييجي!
ما حصل في التاريخ — ولا حتى في أيام الديناصورات — أن يجوع 2 مليون إنسان بريء في غزه في فلسطين في بلاد ثاني الحرمين وفي زمن الـ”كبسة المرفّهة” و”البستاشيو لاتيه”، زمن صواريخ التوصيل السريع اللي توصل ساندويتش البرجر قبل ما ينشف الكاتشب.
كوكب عجيب فعلاً! طفل يموت من الجوع على شاشة، وفي الشاشة اللي بعدها، مؤثر يصور وجبته اللي بـ 500 جنيه عشان يقولك: “أكل بسيط وأنا ما أحب التبذير!”… شكراً على التقوى الرقمية.
نحن في عصر تتصدر فيه “تريندات الطناجر” كل السوشيال ميديا، بينما تتوارى صور الأطفال الجائعين خلف فلتر أبيض وأسود – لأن الجوع صار موضة قديمة.
وما بين مؤمن يدعو على “الظالمين” كل فجر، وآخر يتواطأ بالصمت لأنه “ما يحب السياسة”، وبين مثقف يناقش “معنى الوجود”، بينما يتجاهل وجود الملايين تحت خط الحياة… يكتمل المشهد العبثي.
إنها المهزلة البشرية الكبرى، المسرحية اللي الكل فيها ممثل، لكن ما حد كتب نهاية الفصل الأخير… لأن النهاية مخيفة، والمخرج – سبحانه – لا ينسى!
فلكل من أغمض عينه، وبرر، وسكت، واستفاد، وتواطأ، وغرّد خارج سرب الإنسانية… انتظروا!
الحساب ليس على فاتورة مطعم، بل على دمعة، وجوع، وصمت.

!”