مقالات

عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : “الصحافة ودورها فى بناء المجتمع “

عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : "الصحافة ودورها فى بناء المجتمع "

عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : “الصحافة ودورها فى بناء المجتمع “

كتب عمرو دسوقلى هريدي 

إعلم عزيزي القارئ إنني أكتب لأجلك أنت، اكتب لأخبرك بما يجب عليك أن تعلمه، تأكد تماما من أن قلمي لا يكتب لمجرد الكتابة أو العبث بالحروف.. اكتب محاولة أن أرسم حياة نقية، جميلة، بعيدة عن عثرات الألم والحزن والقسوة.
اكتب لأشاركك الطريق الذي يجب أن تسلكه بعيد عن الانكسار، والضعف، والتشتت، اضع بين عينيك أمورًا قد تجهلها أو تخاف منها؛ أخط عبارة من أصدق وأروع العبارات أريدك أن تؤمن بمعناها وأن تعمل بها.فحديثى اليوم عن الصحافة ودورها فى بناء المجتمع .
الصحافة ليست مجرد مهنة تؤدى بهدف نقل الأخبار، بل هي رسالة سامية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة في توجيه الرأي العام وصياغة الوعي الجماعي. هي أكثر من مجرد أداة للتسلية أو وسيلة للربح، إنها أداة بناء للوطن والمجتمع، وتأسيس الوعي الوطني الأصيل. لا مكان فيها للتسويف أو التأجيل، فهي تقوم على ميثاق من الشرف والأمانة، الذي لا يجب أن يقبل المساومة أو التراخي.
الصحافة الحقة تتطلب من الممارسين لها الالتزام التام بقيم الأمانة والنزاهة. ليس الصحفي مجرد ناقل للخبر، بل هو باحث عن الحقيقة، محارب ضد التزييف، وقامع للانحرافات التي قد تعكر صفو المجتمع. الصحفي الحق هو من يضع نصب عينيه مصلحة الشعب، وليس مصالح فئات. عندما يصبح الصحفي أداة لتمرير الأجندات، فإنه يكون قد خان الأمانة، وغادر رسالته الحقيقية .
الميثاق الصحفي الذي يجب أن يتمسك به الجميع هو أن تكون الصحافة مرآة حقيقية لما يحدث في المجتمع، تعكس الواقع كما هو دون زيادة أو نقصان، دون تحريف أو تزوير. الصحافة لا تعني التضليل أو التطبيل، بل هي التزام بنقل الحقيقة كاملة، بشجاعة وصدق، حتى وإن كانت تلك الحقيقة مؤلمة أو صعبة. إنها عين حقيقية على الواقع، لا تتجاهل الأخطاء ولا تساير الظلم، بل تسعى دائماً إلى تصحيح المسارات، وتحقيق العدالة.
إن الصحافة والإعلام هما قلب المجتمع النابض، لا يكفان عن مراقبة الحقائق والدفاع عن حقوق الناس. دور الصحافة ليس مجرد نقل الأحداث، بل هو الكشف عن المستور، وتعريه الفساد، ومقاومة محاولات التلاعب بمقدرات الوطن. وفي عالم يتسم بسرعة تغييرات وتنوع مصادر المعلومات، تصبح الصحافة أكثر أهمية من أي وقت مضى في الحفاظ على قيم الشفافية، وتحقيق العدالة، والوقوف في صف الضعفاء والمظلومين.
لا يستطيع أي صحفي أن يكون صادقًا في رسالته إلا إذا تمسك بمعايير الشرف والأمانة، وقام بدوره في تقديم الأخبار بدون تحريف أو تجميل. الصحافة التي تنحاز لمصلحة المواطن، وتعكس همومه وطموحاته، هي الصحافة التي تضمن للجميع حياة كريمة وآمنة. وهذا ما يجب أن تسعى إليه الصحافة في كل مكان، فلا مجال للمساومة على الحق، ولا مكان للعبث بالوقائع. إن الصحافة هي قوة مؤثرة قادرة على تشكيل الوعي الشعبي، وتحقيق التغيير المنشود.
من هنا، فإن الصحافة التي تلتزم بقيم الشرف والأمانة تصبح أداة فاعلة في تحقيق العدالة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان حرية التعبير. وهي، بلا شك، أساس بناء مجتمع حيوي ديمقراطي قادر على مواجهة التحديات، والانتصار على الفساد. لن يزدهر الوطن إلا إذا كانت الصحافة تراقب الممارسات الحكومية، وتكشف عن أي فساد أو خلل في النظام. وتظل الصحافة المستقلة، التي تحترم ميثاق الشرف والأمانة، هي درع الشعب وسياجه الأمين.
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى