حكاية الخيامية وارتباطها بشهر رمضان من العصر الفاطمي والمملوكي

حكاية الخيامية وارتباطها بشهر رمضان من العصر الفاطمي والمملوكي
نهى عراقي
الشعوب.. المصريين القدماء هم أول من عرف هذا النوع من القماش في عصر بناة الأهرام، حينما كان العمال يستخدمونه كمظلة لرئيس العمال، ورد في كتاب “المومياوات الملكية”، أن هناك سرادقا من الجلد تم اكتشافه في الأسرة الـ21 وهو من القطع النادرة المصنوعة بطريقة الخيامية أو إضافة قماش على قماش، كما عُثر على بعض ملابس الفراعنة الموجودة في خبيئة الدير البحري والتي كانت مطرزة بنفس طريقة الخيامية وهي إضافة شرائط وأحزمة منقوشة للرداء مثل رداء توت عنخ آمون الموجود بالمتحف المصري.
أما عن بداية صنع الخيامية في مصر الإسلامية، فقد كانت أثناء العصر الفاطمي والمملوكي، حيث كان شارع باب زويلة يغلق ليلا ويفتح نهارا، ويسمح للتجار بالدخول لمزاولة أعمالهم من بيع وشراء، وكان لدى هؤلاء التجار خيام يستخدمونها أثناء سفرهم وترحالهم وكانوا يعملون على ترميمها وتصليحها في تلك المنطقة، ولأن كل تاجر كان يفضل أن تكون خيمته مختلفة عن باقي الخيام بدأ صناع الخيامية في ارتجال تصميمات مستوحاة من الحياة والمناطق المحيطة بهم بالإضافة إلى تصميمات أخرى مستوحاة من العقل الجمعي المصري، ومن هنا بدأت مهنة الخيامية ونقوشها المصرية التراثية.
ويعود ارتباط الخيامية بشهر رمضان لأن باعة الفوانيس والياميش يستخدمون قماش الخيامية لصنع الخيام الكبيرة التي يبيعون فيها منتجاتهم المرتبطة حصرًا بشهر رمضان، لذا نجد شوارع القاهرة القديمة تمتلئ بتلك الخيام، ومع مرور الوقت وارتباط الخيامية بشهر رمضان في أذهان الناس أصبحوا يستعملون قماش الخيامية في تزيين منازلهم احتفاء بالشهر الكريم لنجد قماش الخيامية وقد صنعت منه مفارش وزينات لرمضان.
