حكاية الجلابية من الفراعنة إلى اليوم

حكاية الجلابية من الفراعنة إلى اليوم
بقلم: الاعلامية / د هاله فؤاد
في الواقع لم يكن هذا هو موضوع مقالي اليوم ، ولكني قرأت بوست إستفذني ، فقررت تغيير الموضوع ليصبح
حكاية الجلابية من الفراعنة إلى اليوم ، للرد على صاحبة هذا البوست .
إن الجلابية أو مايشبهها من أشكال اللباس الفضفاض ، هي إمتداد طبيعي وأصيل لثقافة الفراعنة في اللباس .
فالجلاليب البيضاء الفضفاضة لأهل الريف والصعيد ليست مجرد زي شعبي بسيط بل تمتد جذورها إلى زمن الفراعنة ، وإن لم تكن بنفس الشكل الحالي ، ولكنها تشترك مع الملابس الفرعونية في المبدأ:
فهناك الشنديت : كان اللباس الرئيسي للرجال هو أشبه ب مئزر يلتف حول الخصر ، لكنه في بعض أشكاله كان فضفاضا وطويلا ، خاصة لعلية القوم .
الكالاسيريس:
كان اللباس الأساسي للرجال والنساء على حد سواء ، وهو عبارة عن ثوب طويل فضفاض أو ضيق يغطي الجسد بالكامل يصل طوله في الغالب إلى الكاحليين .
الجلابية الحديثة :
هي أقرب ما تكون إلى تطور مباشر ل الكالاسيريس الفضفاض الذي كان يرتديه عامة الشعب الكهنة ، حيث أنه قطعة قماش واحدة توضع على الرأس وتنسدل على الجسد .
الجلابية منذ الفراعنة كانت فضفاضة لتوفر الراحة في العمل لتلبية متطلبات المناخ المصري الحار والجاف مثل الجلابية في العصر الحديث ، فهي توفر التهوية والحماية من آشعة الشمس المباشرة لتناسب عمل العمال والفلاحين .
الجلابية والهوية المصرية :
كان اللباس الفرعوني يميز المصريين عن الشعوب الأخرى مثل الليبيين مثلا ، وظلت الجلابية رمزا للهوية المصرية حتى اليوم .
والآن ردا على الاعلامية التي إدعت ربط الجلابية بالوهابية ، أولا شكل الجلابية الوهابية تختلف عن الجلابية الصعيدية أو الريفية تماما .
ثانيا حضرتك لم تفهمي رؤية والدك وفكره الاستاذ الجامعي والكاتب والمفكر ، هو انتقد الفكر وليس الجلابية ، أي ليس المظهر .
أنت مثلهم ربطي الجلباب بالوهابية هم أيضا يعتبرونه جزء من عقيدتهم .
والجلابية الصعيدي زي شعبي ولايرتبط بأي عقيدة .
وحضرتك لست مهنية على الاطلاق ، فالاعلامي الحقيقي لايسخر من الرأي الآخر ، ولايهين معارضيه .
ثم الاعلامي لايتنمر على فئات المجتمع وقد تنمرتي على الزي الصعيدي وبالتالي تنمرتي على الصعايدة وهم فئة من فئات الشعب الجديرة بالاحترام.
مش عارفة اعتراض حضرتك على إيه ، يعني الفلاحين والصعايدة بلاش يزوروا المتحف المصري الكبير ، ولا عايزة يعملوا باب
خاص بيهم حتى لايؤذيك ويؤذي من يمشي على نهجك مثلا.
هذه عنصرية مرفوضة .
كل فئات المجتمع المصري من حقهم التمتع بحضارة أجدادهم ، ولايستطيع أحد منعهم ذلك الحق .
ولكن لاعتاب عليك فأنت لست إعلامية ، حضرتك خريجة تجارة إنجلش ، يعني مش دارسة إعلام ، أي لست خريجة إعلام .
فالحق ليس عليك ، الحق على المسؤولين الذين يسمحون بامتهان مهنة الاعلام لأي شخص ، فأصبحت مهنة من لامهنة له .
وأنا أهيب بالمسؤولين وقف هذه المهذلة ، الاعلامي يجب أن يكون خريج إعلا، مش أي شخص يشتري وقت ويكون دبلوم أوأي كلية غير الاعلام يمتهن هذه المهنة الخطيرة في تشكيل الرأي العام والوعي الجمعي .
نرجع تاني للجلابية ، على فكرة كل من تجديهم في القاهرة بالزي المعاصر ، لديهم جذور إما في الريف أو الصعيد ، ممكن ما يكونوش يعرفوهم لكن عند الموت ، تجد الكاتب الفلاني ، والمفكر ، والمهندس ، والفنان يدفن في مدافن العائلة بالريف أو الصعيد.
وختاما : الجلابية ليست مجرد زي، بل هي تراث ثقافي يربط المصري المعاصر بشعب وادي النيل القديم ، مما يجعلها أحد أقوى رموز إستمرارية الهوية المصرية .



