العنف الرقمي و النساء
العنف الرقمي و النساء
بقلم د. سحر شعبان
باحثة في مجال حقوق المرأة
العنف الرقمي هو أحد أخطر أشكال العنف الذي تواجهه النساء و الفتيات في العصر الحديث من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لتهديد و إلحاق الأذى بالضحايا
و هناك للعنف الرقمي ضد النساء صور متعددة مثل التحرش الإلكتروني و الابتزاز و نشر الصور و الفيديوهات المفبركة وانتهاك الخصوصية والتهديد بالقتل أو الإيذاء.
للعنف الرقمي أثار وخيمة على النساء والفتيات تؤدي إلى مشاكل نفسية و اجتماعية خطيرة مثل القلق و الاكتئاب و فقدان الثقة بالنفس و العزلة الاجتماعية كما تؤثر على حياتهن الشخصية و العملية و قد تؤدي إلى عواقب أكثر خطورة مثل الانتحار.
توجد إشكاليات و صعوبات عديدة تقابل الناجية من العنف الرقمي عند البلاغ مثل صعوبة إثبات الجريمة و تحديد هوية الجاني و قلة الوعي القانوني و الاجتماعي لديها و ايضا خوف الضحايا من وصمة العار و الانتقام
كما أن القانون الحالي يواجه تحديات في مواجهة تلك الصور من العنف الرقمي حيث أن التشريعات الحالية قد لا تكون كافية أو واضحة بما يكفي لتغطية جميع أشكال العنف الرقمي.
ان للمشرع و صانع القرار دور مهم في مواجهة العنف الالكتروني من خلال سن قوانين و تشريعات فعالة و شاملة لتغطية جميع أشكال العنف الرقمي و توفير الحماية القانونية للضحايا و معاقبة الجناة و ايضا العمل على زيادة الوعي و التثقيف حول حقوق المرأة و العنف الرقمي و تقديم الدعم للضحايا.
مؤسسات المجتمع المدني تلعب دورا مهما في مناهضة العنف ضد المرأة و خاصة العنف الالكتروني بالعمل على زيادة الوعي و التثقيف حول العنف الرقمي و تقديم الدعم للناجيات و ايضا تقوم بالضغط على المشرعين لتحسين و تطوير السياسات و سن قوانين أكثر فعالية.
و لا ننسي دور الأسرة الهام جدا في دعم ضحايا العنف الالكتروني و عدم إلقاء اللوم و وصم هن بالعار بل احتوائهن و تقديم الدعم النفسي و العاطفي و المساعدة في اتخاذ الإجراءات القانونية و حمايتهن من المزيد من الأذى.
و يجب على مؤسسات الدولة و مؤسسات المجتمع المدني و المجتمع ككل أن يتكاتفوا لمواجهة هذه الظاهرة و حماية النساء و الفتيات من العنف الرقمي و توفير بيئة أمنة و العمل على بناء مجتمع أكثر أمانا و عدلا للجميع.
دكتورة سحر شعبان
صاحبة مبادرة خمسة حكي





