الرواية الشعرية المكثفة – عما يشبه الشعر بيان أوّل

الرواية الشعرية المكثفة – عما يشبه الشعر
بيان أوّل
بقلم: السيد حافظ
في زمنٍ ضاقت فيه الأجناس الأدبية عن التعبير،
وفي زمنٍ لم تعد فيه القصيدة تكفي، ولا الرواية تحتمل، كان لا بد من اختراع شكلٍ جديد…
شكلٍ يجمع الشعر بالفكر، والسرد بالحلم، والذات بالوطن.
هكذا وُلدت تجربتي في الرواية الشعرية المكثفة.
❖ ما الرواية الشعرية المكثفة؟
ليست رواية بالمعنى التقليدي، وليست قصيدة مطوّلة، بل كائن أدبي هجين، لكنه حيّ.
نص متعدد الأصوات، لكنه واحد في الرؤية.
سرد لا ينهض بالحكاية وحدها، بل بالحسّ، بالحدس، بالحقيقة الموجعة.
لغة ليست وصفًا للعالم، بل تفكيك واستحضار ومحاكمة له.
زمن متداخل، يكتب الماضي من عيون الحاضر، ويستشرف ما لم يحدث بعد.
❖ لماذا كتبتُ بهذه الطريقة؟
لأنني لم أجد في الأشكال القديمة ما يسع انكساري، وحنيني، وغضبي، وعشقي، ولأنني آمنت أن الكتابة ليست ترفًا، بل نجاة.
كتبتُ الرواية الشعرية المكثفة حين عجز جسدي عن الوقوف، ولم تعجز روحي عن الحلم.
وحين خذلني الواقع، احتميت باللغة.
❖ عن “عما يشبه الشعر”
ليست فقط رواية شعرية مكثفة، بل وثيقة روحية وزمنية، وسيرة ذاتية مستترة في جسد الأدب.
فيها كتبت عن:
الحب الذي فشل لكنه بقي في القلب.
الوطن الذي هزمنا ولم نكفّ عن حبه.
الجسد المريض الذي ما زال ينهض كل يوم بحبرٍ جديد.
الأمل، الذي رغم الموت، يشبه القصيدة.
❖ وماذا بعد؟
كثيرون سيحاولون تقليد الشكل، لكن قليلين من يفهمون أن هذا الشكل ليس لعبة لغوية،
بل صرخة من قلب التجربة، وفلسفة من تحت الرماد
❖ كلمة أخيرة:
أنا كتبت الرواية الشعرية المكثفة لأنني لم أعد أحتمل الصمت، ولأن الشعر وحده لم يعد يواسيني،
ولأن الرواية وحدها لم تعد تسعني، فكتبت ما يشبهني…وما يشبه الشعر.
السيد حافظ
الهرم – القاهرة
يونيو 2025

بيان أوّل