اغضبوا من عصبة الجولاني ولا تلعنوا الشعب السوري!

اغضبوا من عصبة الجولاني ولا تلعنوا الشعب السوري!
حمدي رزق
فإن لهم ذمةً ورحمًا، فإن لنا فيهم نسبًا وصهرًا، فأحسنوا إلى أهلها بين ظهرانينا، ولا تؤاخذهم بما فعل السفهاء منهم.. هم منهم براء ويتبرأون..
أتحدث عن إخوتنا السوريين فى مصر الذي يحاسبهم البعض على ما بدر من عصبة الجولاني المدفوعين للهجوم على مصر والقيادة المصرية في مظاهرات بائسة مشبوهة حركتها أذرع نظام من أصول إرهابية يحكم سوريا غصبًا!.
لو عثرت بغلة في شارع الدبلان، من أقدم وأشهر شوارع حمص، الجولانى يسأل عنها، ما بالك بمظاهرة في قلب دمشق تحت حماية ميليشياته المدججة بالسلاح.
قبالة الجامع الأموي المحكوم بالحديد والنار، يخرج ضد مصر مظاهرات نابية مسيئة منحطة تفكرك بمظاهرة (إخوان صهيون) قبالة السفارة المصرية في تل أبيب.
ما لا يصدقه عقل، لم تخرج مظاهرة سورية ضد جيش الاحتلال الذي يعربد في سَمَوات سوريا ويحتل جنوبها حتى جبل الشيخ ويقصف حواضر دمشق كل حين.
لم تخرج مظاهرة ضد حكامها الذين سلموا لنتنياهو بما يشاء، وقت يشاء، كيف يشاء، ويترجون العفو والسماح وحسن الجوار، وتعهد بالأمن والأمان.
الصغار المتهافتون يتظاهرون ضد مصر ورئيس مصر، وأميرهم المفدى يتسول الاعتراف الأوروبي مطأطأ الرأس في خجل مصنوع أمام الرئيس الفرنسي ماكرون في مشهد مخز.
يتظاهرون ضد مصر ويجاهرون بالعداء المجانى، وقيادتهم تطلب وصل الأمريكان والعفو والسماح، وعفا الله عما سلف من إرهاب، وغض البصر عن ماضي الجولانى الدموي.
يعلمنا المعلم «جبران خليل جبران»: أن «التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب»، ويقول: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة، لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل.. وبشدة».
يبدو أن تجاهل مصر الكبيرة لإساءات صغار ميليشيات الجولانى منذ اقتحموا دمشق عنوة بدعم غربى، طمعهم في التجاوز وإساءة الأدب تجاه كبيرة العرب ومصدر فخرهم وعزهم.
معلوم حينما تأخذ وتعطى مع قليل الأدب فأنت تمنحه فرصة أن يعتقد واهماً أنه ذو قيمة، بينما هو فى الواقع فاشل يحاول إثبات حضوره فى الفضاء العربى ببذاءة لسانه وسوء خلقه.
الرد بالتجاهل على المستوى الرسمى، خلق دبلوماسى رفيع من مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة، ولكن الحذر كل الحذر من غضبة الشعب المصرى، إذا غضب دمدم.. إياكم وحك أنوف شماء.. ستجدها أنوفًا طالت!!.
لسان المصرى طويل يتلفع به، ولو استخدم المصريون فقط ألسنتهم الطويلة لدخل كل إلى جحره يتدارى خجلًا، والجحر مكان تحتفره الهوام لأنفسها خوفًا وحذرًا.
الشعب المصرى صابر وصامت على مظاهرات العار والشنار، ولسان حاله ما بيننا أقوى من الزمان، ولو خرج نفر من الشعب المصرى عن طوره، وكسر صمته، وطال لسانه، للزم كل جحره كالهوام التى تفر من شبحها.
لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، حتى لم يبق فى قوس الصبر منزع، ثلاثة أقوال درج العرب على التلفّظ بها عند نفاد الصبر أو تفاقم الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عنه، أو الصبر عليه.. وهذا حالنا إزاء التجاوز السورى فى حق الشعب والقيادة المصرية تحت مظلة الجولاني.
بالمناسبة لسوريا الحبيبة حدود برية لا يحدها البصر، للأسف محتلة من الإسرائيلى، ما الذى يمنعكم من تحريرها؟، الجولان أولًا، والقدس تاليًا.. عجبًا أتطالبون مصر بالحرب وأنتم قعود، وتتولون يوم الزحف؟!.
كانت مظاهرة إخوان صهيون عارًا وشنارًا على إخوان الشيطان، مظاهرة دمشق هكذا عار وشنار على جبين كل سورى حر، لا يمحوها اعتذار، فبرغم الحُزنِ الساكنِ فينا ليلَ نهار، ستظل سوريا أحب الأوطان.
المصدر.. المصري اليوم
