سلوكيات الشارع مرآة للمجتمع

سلوكيات الشارع مرآة للمجتمع
بقلم د/ هاله فؤاد
إن الشارع ليس مجرد أسفلت ،بل هو مكان تجتمع عليه جميع طوائف المجتمع ،الغني والفقير ، الطفل والشاب ، وكبار السن
القوي والضعيف ، بالاضافة إلى جنسيات مختلفة من السائحين .
كل منهم له مرجعيته الثقافية والأخلاقية التي تنعكس على معاملاته مع الغير ، وهذه السلوكيات تعكس حضارة الشعوب وأخلاقياتها .فالسائح مثلا لايدخل البيوت للتعرف على أخلاقيات أصحاب البلد ، ولكنه يكون إنطباعه عن سلوكيات الشعب الذي يزوره من خلال مايراه في الشارع .
فهل نحن نظهر سلوكيات حميدة في الشارع تعكس حضارتنا التي نباهي بها العالم ؟!!!!!!!.
تعالوا بنا إلى جولة في أحد الشوارع لنرى سلوكيات الناس :
ما هذا الضحيج وما هذا التلوث السمعي ، كم من الشتائم والألفاظ البذيئة التي يندى لها الجبين ، والأغاني الصاخبة من المقاهي والميكروباص والملاكي أيضا ، ناهيك عن كلكسات السيارات التي لاينتظر أصحابها فتح الاشارة وكأنه يصبر نفسه على الانتظار .وماهذا العنف ، أطفال مدارس يلتفون على أحد زملائهم ويوجعونه ضربا .
لم يقتصر العنف على أطفال المدارس والمراهقين ولكنه إمتد إلى الكبار ، فهناك جرائم طعن فتيات في الشارع لمجرد رفضهن الارتباط ، فقرروا الانتقام منهن، ومنهم من ذبح فتاة في الشارع أمام المارة دون تدخل لمنعه من الجريمة ،بل إكتفوا بتصوير الحادثة لعمل الترند والتكسب على جثث الضحايا ، فهوس التصوير والترند قضى على إنسانيتهم .
فضاعت الشهامة .
وهذا سائق توكتوك يختطف فتاة تحت تهديد السلاح ، وهناك خناقة تبدأ لفظيا تنتهي برفع الأسلحة سواء البيضاء أو غيرها وتنتهي بجريمة.
وهناك من يبصق على الأرض غير مكترث لما يمكن أن يسببه من إنتشار الأمراض ، ومن يفتح شباك السيارة ليلقي بالقمامة في الشارع .
وترى في الشارع وجوه عابسة لم تعرف الابتسامة طريق إلى شفايفها ، يرد عليك بغلظة وكأن بينك وبينه ثأر..
بالاضافة إلى مظاهر التحرش الجنسي حتى بالمحجبات بل والمنقبات أيضا ، فهناك إنحراف في السلوكيات .
وبالنسبة لسلوكيات قيادة السيارات فحدث ولاحرج ، فنجد مشاحنات وتشابك بالأيادي في وسط الشارع غير آبهين للسيارات الأخرى التي تعطلت بسببهم وربما يكون فيها مريض ، أو شخص في طريقة للمطار مثلا وربما تفوته الطيارة .
لماذا غابت الشهامة والابتسامة والمعاملة الحسنة ، وحل محلها العنف ، والعبوس والفظاظة .
هل السوشيال ميديا ام الدراما ام الظروف الاقتصادية أم غياب الحوار الأسري أم غياب دور المعلم في التربية ؟
المهم أيا ما كان السبب فلابد من حل .
وحمدا لله تعالى لقد وجدت مبادرات عديدة من وزارة النقل ومن بعض الشباب ومن وزارة الداخلية .
فهناك تحرير مخالفات لسيارات قام أصحابها بطمس اللوحات المعدنية ، وهناك محاضر مخالفة خاصة بزيادة التعريفة المقررة ، وهناك مخالفات خاصة بالركن العشوائي .
وهناك حملات عديدة للحد من ظاهرة إستخدام الهاتف في المكالمات أثناء القيادة .
فشكرا لوزارة الداخلية على مجهوداتها في العمل على إنضباط الشارع المصري .
وهناك مبادرة كلك ذوق : للارتقاء بالذوق العام ، كما أطلقت مجموعة شبان مبادرة أخرى بعنوان : تعالوا نعيشها صح للعمل
على نشر السلوكيات الحميدة في الشارع المصري .
هذه المبادرات وإهتمام مؤسسات الدولة شئ حميد ، ولكن يجب عمل تشريعات وقوانين تردع كل من يرتكب سلوكيات تسئ للشارع المصري وتفعليها على الجميع على حد سواء .
أحب بلدي وأهلها كثيرا ولذلك أود أن أرى مصر وشعبها في أجمل وأبهى صورة .
فمصر أم الحضارات وأم الدنيا.




