مقالات

أسطورة محكمة الغربان بين الواقع والخيال

أسطورة محكمة الغربان بين الواقع والخيال

أسطورة محكمة الغربان بين الواقع والخيال

يعتبر موقع وجريدة أخبار الشعوب بوابة إخبارية شاملة تقدم أحدث أخبار العالم ومصر والدول العربية، وأخبار الرياضة والفن والإقتصاد والسياسة وخدمات الطقس والوظائف والأسعار, وأهم التقارير الصحفية والمقالات  الهادفة . 

كتب عمرو دسوقي هريدي 

عزيزى القارىء , لقد اثبتت الدراسات العلمية الحديثة ، ان الغراب هو اذكى ، الطيور واشدها مكرا ، على الاطلاق،، وتعليل ذلك علميا ، بان الغراب يملك اكبر حجم للدماغ ، بالنسبة الي حجم الجسم كله مما يجعله الاكثر ذكاءا ومكرا بين الطيور؟؟. فالغراب له سلوك عجيب هو ما فطره الله على العالم اجمع ، من حب للعدل،، فنرى الغربان وهي تحاكم اي غراب يخرج على نظامها ، حسب قوانين العدالة الفطرية ، التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ، والعجيب ايضا ان لكل جريمة ، عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة ، التي تختلف باختلاف الجريمة. لنشاهد معا مشهد من مشاهد تلك المحكمة المهيبة .

أحاطت به مجموعة من شرطة الغربان في حراسة مشددة، كان يسير منكس الرأس هادئ الحركة، ليشاهده كل الغربان في القبيلة المنتمي إليها، وتتحسر عليه قبل النطق بالحكم من حاكم تلك القبيلة من الغربان.

شاهدته أمه التي بكت وصرخت من أجله، وشاهده أخواه وشاهدته زوجته ولم يشاهده أولاده الذين يعيشون داخل البيت في العش الخاص بهم ومازالوا في مرحلة ما قبل الحياة.

كانت أفكار عديدة تعبر في وجهه فيتذكر كيف فعل تلك الجريمة بأن جار على بيت الغراب المجاور وأخذ منه قطعة ضمها إلى بيته، كان يعلم الحكم جيداً، لكنه كان يتمنى أن يخفف عنه القاضي الحكم لأنه مريض، فقد طعنه أحد النسور في جناحه الأيمن وصار الغراب ذا الطعنة النسرية! وصار معروفاً لكل الغربان ويضربون به المثل في أنه مسكين وتلقى الطعنة الغادرة من النسر، وربما أشفق عليه الجميع لأنه جار على عش جاره ليضع بيض أولاده الصغار لأن بيته صغير. إلا أنهم اليوم يطلقون عليه المذنب، ذلك المتوحش الذي جار على بيت جاره والذي لم يستطع الدفاع عن بيته لأنه طاعن في السن.

وقال القاضي: حكمت محكمة الغربان حضورياً بتكليف المذنب بناء بيت جديد خلال يومين للغراب العجوز، وإن لم يفعل فسنقاضيه بعقوبة أكبر.

وحزن عليه من يحبونه فهو فقير، كانت المحكمة تُعقد في أحد الحقول الزراعية، والتي يتم عقدها دوماً هناك كل يومين، ويأتون بالمذنبين ويعاقبونهم.

ليست هذه قصة خيالية، بل هي من واقع محكمة واقعية تسمى محكمة الغربان، وهي محكمة إلهية وضعها الله في عقول الغربان بالفطرة، فيجتمعون متى أرادوا في أحد الحقول الزراعية القريبة منهم، ويُحكِّمون القاضي كبير السن في ما بينهم، ويحكم القاضي على المذنب بأشد عقوبة، عقوبة لا يمارسها البشر على مذنبيهم!

فالبشر يجورون على بعضهم البعض، على منازلهم، على أراضيهم، على ممتلكاتهم، ولا يحكم عليهم بردِّ المظالم، بل يستطيع اللاعبون بثغرات القانون أن يجلبوا لهم الحكم بالبراءة، ويخرج المذنب وكأنه لم يكن مذنباً!

حتى في جرائم القتل وغيرها من الجرائم العظيمة، فلا يكون القصاص فيها عادلاً دائماً بقتل من قام بالقتل، بل بإعطائه بعض السنوات التي يقضيها بين قضبان السجن ويعود للحياة من جديد وكأنه لم يذنب ولم يقتل!!

إلا أن الغربان أفضل منا كثيراً فهي تحكم بالعدل في محكمة وضعها الإله في رؤوسهم، فتجتمع وعلى رأسها القاضي فيحكم بأحكام رادعة، كي يتعظ الباقون ويفكر الغراب ألفي مرة قبل أن يفعل جريمته، وفي أحكام الغربان موعظة للبشر، فتقوم بالحكم على الغراب الذي يأكل طعام الفراخ الصغيرة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها أمام سارق طعامها بنتف ريشه حتى يصير مثل الفراخ الصغيرة بلا ريش، كي يجرب ما تعانيه الغربان بسببه، وإذا جار أحدها على بيت أو عش جاره، فيجب أن يقوم ببنائه من جديد، وإذا جار أحدها على زوجة غراب مثله تكون عقوبته القتل، أجل القتل بمناقير الغربان الحادة حتى الموت، لا نفعلها نحن البشر على من يجور على عذراء، أو على زوجة رجل آخر، إنما الغربان تفعل، وتقتل من يفعل هذه الجريمة الشنعاء ثم يسحبه أحدهم ويحفر له القبر ويغطيه بالتراب احتراماً لحرمة الميت، في دليل واقعي أمام البشر ومحكمة غاية في العدل تقول لنا كلمة واحدة، إن العدل لا يتحقق في محاكمكم أيها البشر، بل يجب أن تتعلموا منا عدل السماء لربما أصبحتم تحكمون بالعدل مثل الغربان .

وهكذا تنفذ الغربان العدل الالهي في الارض ، افضل مما يقيمه كثير من بني ادم ، قال تعالى ” وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ” (الأنعام: 38 )

وهكذا نرى محاكم الغربان تقيم العدل اكثر من محاكم اسرائيل ، فعندما يتنازع عربي مع يهودي على ملكية بيت في القدس مثلا ، يقدم المواطن العربي وثائق تثبت شراءه للارض وللبيت منذ الحكم التركي لفلسطين ، الا ان اليهودي ، يحضر شهادة من احد الحاخامات اليهود ، يقول فيها ان هذا اليهودي كان يقيم في هذا البيت منذ 3000 سنة؟؟ وبالتالي فهو صاحب البيت ، وتحكم المحكمة الاسرائيلية بذلك. وكذلك الحكم بجواز سرقة محاصيل الزيتون الفلسطيني تطبيقا لفتوى الحاخام مردخاي اهناد ، فقد سمح هذا الحاخام لليهود في مستوطنة جلعاد بقطف ثمار الزيتون من مزارع الفلسطينيين وسرقته ، لان الارض هي ارض اسرائيل؟؟ وحكمت المحكمة بذلك. فسبحان الله ، الغراب يحقق العدل اكثر من محاكم العرب واسرائيل

أسطورة محكمة الغربان بين الواقع والخيال
أسطورة محكمة الغربان بين الواقع والخيال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى