العلم والحياة

العثور على مصدر آخر للذهب في الكون

العثور على مصدر آخر للذهب في الكون

نهى عراقي

الشعوب.. لطالما حاول علماء الفلك كشف الأصول الكونية لأثقل العناصر، مثل الذهب، على مدى عقود. وتشير دراسة جديدة، اعتمدت على بيانات أرشيفية من بعثات فضائية، إلى دليل يمكن أن يُفسر مصدرها: النجوم المغناطيسية أو النجوم النيوترونية فائقة المغناطيسية، وفقاً لما ذكرته شبكة سي إن إن الأميركية.

يرى العلماء أن العناصر الأخف، مثل الهيدروجين والهيليوم وكمية بسيطة من الليثيوم، قد تكون تشكلت مباشرة بعد الانفجار العظيم قبل حوالي 13.8 مليار سنة.

وبعد ذلك، بدأت النجوم المتفجرة بإنتاج عناصر أثقل، مثل الحديد، التي اندمجت في النجوم والكواكب.

لكن لغز توزيع الذهب، الذي يُعتبر أثقل من الحديد، في أنحاء الكون لا يزال محيراً. أنيرود باتيل، طالب دكتوراه في الفيزياء بجامعة كولومبيا وأحد مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة الفيزياء الفلكية، أشار إلى أن “أصل الذهب” يعد سؤالاً أساسياً للغاية ومثيراً للاهتمام ولم يُحل بعد.

نجوم مغناطيسية و”مصانع ذهب” في السابق، نُسب إنتاج الذهب الكوني إلى تصادم النجوم النيوترونية فقط.

وقد رُصد أحد تلك التصادمات في 2017، حيث أدى إلى تموجات في الزمكان تُعرف بموجات الجاذبية، بالإضافة إلى انبعاثات ضوئية من انفجار أشعة غاما.

ونتج عن هذا الاصطدام، المعروف بـ”كيلونوفا”، عناصر ثقيلة كالبيرونيوم والذهب والبلاتين، ويُشبَّه “كيلونوفا” بمصنع للذهب في الفضاء.

ومع ذلك، يرى الباحثون أن معظم اصطدامات النجوم النيوترونية حدثت خلال مليارات السنوات الماضية. غير أن بيانات قديمة تعود لعشرين عاماً من تلسكوبات ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية كشفت أن التوهجات الصادرة عن النجوم المغناطيسية في بدايات الكون قد تكون شكّلت طريقة أخرى لإنتاج الذهب.

النجوم النيوترونية هي بقايا كثيفة للغاية لنجوم منفجرة؛ إذ تزن ملعقة واحدة من مادتها قرابة مليار طن على الأرض.

أما النجوم المغناطيسية، فهي نوع نادر من النجوم النيوترونية تتميز بمجالات مغناطيسية هائلة. وتظل كيفية تشكل تلك النجوم المغناطيسية غير مفهومة بالكامل.

لكن يُعتقد أنها ظهرت بعد حوالي 200 مليون سنة من بداية الكون، أي منذ نحو 13.6 مليار سنة. الهزات النجمية بين الحين والآخر، تنتج النجوم المغناطيسية انفجارات هائلة تُعرف باسم “الهزات النجمية”.

وبطريقة مشابهة لزلازل الأرض حيث يؤدي الضغط المتراكم داخل القشرة إلى اهتزازات، تتسبب الحركة داخل النجوم النيوترونية بضغط كبير على القشرة يؤدي إلى إطلاق مثل هذه الهزات.

ينتج عن تلك الهزات دفعات قصيرة مكثفة من الأشعة السينية، خصوصاً في فترات النشاط العالي للنجم، حيث قد يُصدر مئات أو آلاف التوهجات خلال أسابيع قليلة.

الدراسة الحديثة قدمت أدلة تُظهر أن تلك النجوم قد تقذف مواد خلال التوهجات العملاقة.

ويُرجَّح أن هذه التوهجات تُسخن القشرة بقوة كبيرة وتدفع بمادة بسرعة عالية. وفقاً لأنيرود باتيل وزملائه الباحثين، يبدو أن الظروف الفيزيائية لتلك المواد المقذوفة قد تكون مناسبة لتكوين العناصر الثقيلة مثل الذهب.

ومن المحتمل أن التوهجات العملاقة للنجوم المغناطيسية مسؤولة عن إنتاج ما يصل إلى 10% من العناصر الأثقل من الحديد في مجرة درب التبانة.

العثور على مصدر آخر للذهب في الكون
العثور على مصدر آخر للذهب في الكون

 

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى