تزوير حقائق تاريخية.. إسرائيل تغير المناهج التعليمية ضد مصر

تزوير حقائق تاريخية.. إسرائيل تغير المناهج التعليمية ضد مصر
نهى عراقي
الشعوب.. أصدرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية قرار بشطب جملة من كتاب التاريخ، تقول إن “لإسرائيل دوراً في تفجير حرب أكتوبر 1973، وذلك لأنها رفضت الاستجابة لمبادرة الرئيس المصري “الراحل” أنور السادات السلمية”، نقلاً عن “الشرق والأوسط”
جاء ذلك ضمن تغييرات عدة في كتب التاريخ، عرضها البروفسور يوآف غلبر، على الوزارة، ضمن إعادة كتابة التاريخ في عدة مجالات، ويفترض أن يبدأ تنفيذ هذه التغييرات في السنة الدراسية المقبلة.
وكان قد ورد في “كتب التاريخ التعليمية” سؤال للتلاميذ حول “المسئولية الحصرية لمصر عن تلك الحرب”، وعرضت عدة أجوبة للتلاميذ، يشير أحدها إلى أنه «كان أيضاً لسياسة إسرائيل دور في ذلك؛ فقد رفضت مقترحات مصر لإقامة سلام بين البلدين تتم بموجبه إعادة الأراضي العربية المحتلة لعام 1967».
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن هذه التغييرات في المناهج الدراسية تأتي بتوجيهات من يوآف كيش، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يشغل أيضًا منصب وزير التعليم.
ووفقًا لتحقيق صحفي نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فإن التعليمات الصادرة عن لجنة تطوير مناهج التاريخ تنص على أن طلاب المرحلة الثانوية لن يُسمح لهم بالإجابة بأن إسرائيل رفضت مبادرات السلام المصرية قبل الحرب. بدلاً من ذلك، سيتم تعليمهم أن الحرب اندلعت بسبب “إصرار مصر على انسحاب إسرائيل من سيناء”، وليس بسبب رفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وجاء في توجيهات الدكتورة أورنا كاتس أتار، المشرفة على دراسات التاريخ بالوزارة، ما يلي: “لن نقبل إجابات تزعم أن إسرائيل رفضت عرض السلام المصري”. وتستند هذه التعديلات إلى كتاب المؤرخ يوآف جيلبر، الذي ادعى في كتابه “راحاف” الصادر عام 2021 أن مصر لم تصغِ لاقتراحات السلام، بينما تجاهل وثائق وأبحاثًا أخرى تثبت أن إسرائيل، بقيادة جولدا مائير، رفضت مبادرات السلام المصرية.
وأفادت هاآرتس أن هذه التغييرات تهدف إلى تعزيز صورة إسرائيل كـضحية دائمة، وتجاهل أي تحليل نقدي لأسباب الحرب.
كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات نتنياهو وكيش لتغيير الرواية التاريخية، ليس فقط لتشكيل المستقبل، بل أيضًا لإعادة كتابة الماضي.
وقالت الصحيفة إلى أن هذه التعديلات تثير تساؤلات حول ما إذا كانت كل الحروب التي خاضتها إسرائيل “عادلة وضرورية”، وما إذا كانت الضحايا سقطوا دفاعًا عن الدولة أم من أجل الاحتفاظ بالأراضي المحتلة.
