مظاهرة حاشدة في باريس ضد تصاعد الإسلاموفوبيا وتكريما للشاب الذي قُتل طعنا داخل مسجد جنوبي فرنسا

مظاهرة حاشدة في باريس ضد تصاعد الإسلاموفوبيا وتكريما للشاب الذي قُتل طعنا داخل مسجد جنوبي فرنسا
نهى عراقي
الشعوب.. احتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأحد 11 مايو، للاحتجاج على تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، وتكريم الشاب أبو بكر سيسيه الذي قُتل طعنًا داخل مسجد في إقليم جار جنوب البلاد في أبريل الماضي.
دعت إلى هذه المظاهرة العديد من الجمعيات والمنظمات والشخصيات المناهضة للعنصرية، في أعقاب الحادثة المأساوية التي هزت الرأي العام الفرنسي. وكان الضحية أبو بكر سيسيه، شابًا مسلمًا من أصول مالية يبلغ من العمر 22 عامًا، قد قُتل طعنًا يوم 25 أبريل داخل مسجد في بلدة لا جراند كومب.
أُعتبرت هذه الجريمة عملاً معاديًا للإسلام وأثارت جدلًا واسعًا حول تنامي الكراهية ضد المسلمين.
تهدف هذه المسيرة إلى إدانة تصاعد الإسلاموفوبيا، والمطالبة بتشديد العقوبات على خطاب الكراهية والأفعال التي تستهدف المسلمين.
كما أكّد المنظمون على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي وحماية أماكن العبادة، مشددين على ضرورة التمسك بقيم الجمهورية الفرنسية القائمة على الحرية والمساواة والإخاء.
انطلقت المظاهرة من ساحة الباستيل بمشاركة الآلاف، بينهم ممثلون عن جمعيات حقوقية ومنظمات سياسية وأحزاب فرنسية.
واستُهلّ الحدث بدقيقة صمت تكريمًا لروح أبو بكر سيسيه. النائب توماس بورت، عن حزب فرنسا الأبية اليساري، أكد في تصريحاته دعم الفعالية التي تجمع العديد من المنظمات الرافضة للعنصرية والإسلاموفوبيا، واصفًا الوضع الحالي في فرنسا بأنه يتسم بأجواء خطرة نتيجة تصاعد الكراهية.
لكنه دعا إلى التمسك بوحدة الشعب ووضع القيم الجمهورية فوق الاختلافات.
رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “الإسلاموفوبيا تقتل” و”العدالة لأبو بكر”، مع شعارات تدين قمع المحجبات والكراهية ضد المسلمين.
كما توالت الإدانات للجريمة على أعلى المستويات، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض بلاده لكل أشكال العنصرية والكراهية القائمة على الدين.
وجاءت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في هذه المسيرة، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية ورددت الهتافات الداعمة لها، منددة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.
شهدت مدن فرنسية أخرى كمثل ليل وبوردو مظاهرات مشابهة ضد الإسلاموفوبيا، مع تزايد الحديث عن الأعمال المناهضة للإسلام في البلاد.
ووفق التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، تم تسجيل 79 حادثة معادية للإسلام بين يناير ومارس من العام الحالي، مرتفعة بنسبة 72% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
