مقالات

ليلة القدر: أعظم ليالي الدهر وأجمل لحظات العمر

ليلة القدر: أعظم ليالي الدهر وأجمل لحظات العمر

بقلم . عبدالحميد نقريش:

الشعوب.. ليلة القدر هي الليلة التي تتجلى فيها الرحمة الإلهية في أبهى صورها، ليلة ميزها الله ببركات لا تحصى وجعلها أعظم من ألف شهر. فهي ليلة المغفرة، ليلة الاستجابة، وليلة التقدير الإلهي لأقدار العباد. كيف لا، وقد نزل فيها كلام الله العظيم، القرآن الكريم، هداية للبشرية ورحمة للعالمين؟ إنها ليلة تتنزل فيها الملائكة بالخير والسلام، ليلة يملؤها السكون والطمأنينة، ويغفر فيها الله لعباده المتقين.

إن فضل ليلة القدر لا يمكن إدراكه بعقل بشري محدود، فقد جعلها الله سبحانه وتعالى خيرًا من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تفوق عبادة ثلاث وثمانين سنة! يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

*“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (سورة القدر: 1-5).

فكيف يمكن لعاقل أن يدع مثل هذه الليلة تفوته دون أن يغتنمها في الطاعة والعبادة؟

لم يحدد الله سبحانه وتعالى ليلة القدر تحديدًا دقيقًا، حتى يجتهد العباد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، ولكن هناك بعض العلامات التي قد تشير إليها، ومنها:
1. اعتدال الجو: تكون ليلة القدر ليلة معتدلة، لا شديدة الحرارة ولا قاسية البرودة.
2. شروق الشمس بلا شعاع: حيث تكون الشمس صبيحة ليلة القدر بيضاء صافية لا يؤذي وهجها العين.
3. الطمأنينة والسكينة: يشعر المؤمن في هذه الليلة براحة نفسية وسلام داخلي عجيب.

ليلة القدر ليست مجرد ليلة مباركة، بل هي فرصة ذهبية قد لا تتكرر في حياة الإنسان، لذا ينبغي اغتنامها بأفضل الأعمال:
1. الصلاة والقيام: فقد كان النبي ﷺ يضاعف اجتهاده في العشر الأواخر، خاصة في قيام الليل.
2. الدعاء: فقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟” فقال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).
3. تلاوة القرآن الكريم: فالقرآن نزل في هذه الليلة، فحريٌّ بنا أن نحييها بتلاوته وتدبره.
4. الاستغفار والتوبة: هي ليلة المغفرة، فمن يريد تطهير صحيفته من الذنوب، فهذا هو الوقت الأنسب.
5. الصدقة والإحسان: فمضاعفة الأجر تشمل كل أنواع الخير، ومن أفضلها تفريج الكرب عن المحتاجين.

لم يحدد النبي ﷺ ليلة بعينها، لكنه أرشدنا إلى تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وخاصة في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29). ومع ذلك، فإن أكثر العلماء يرون أنها في ليلة السابع والعشرين.

إن ليلة القدر ليست مجرد ليلة في السنة، بل هي مفتاح لمن أراد تغيير مصيره، ومغنم لمن سعى لنيل رضوان الله. فمن فاز بها فقد نال خيرًا لا يُقدر بثمن، ومن ضيعها فقد ضيع كنزًا عظيمًا. فلنجعل من هذه الليلة موعدًا مع الله، نفتح فيه قلوبنا، ونرفع أيدينا بالدعاء، ونجدد توبتنا، عسى أن نكون من الذين كتبت لهم السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.

ليلة القدر: أعظم ليالي الدهر وأجمل لحظات العمر
ليلة القدر: أعظم ليالي الدهر وأجمل لحظات العمر

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى