مقالات
عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : ” على قدر النوايا تكون العطايا”
عمرو هريدى يكتب لأخبار الشعوب : ” على قدر النوايا تكون العطايا”
كتب عمرو دسوقى هريدي
عزيزي القارىء , النوايا الطيبةُ مفتاح الخير في هذه الحياة وبوابةُ التوفيق والرزق وهي من العبادات الخفية فكلما كان داخل الإنسان نقيا ابتسمت له الدروب ولانت له الخطوب ومالت إليه القلوب ابدأ يومك دائما بمفتاحين الأول النية الطيبة لأنها مفتاح الرزق والثاني الكلمة الطيبة لإنها مفتاح القلوب وعلينا بإحسان نوايانا وإصلاح مقاصدنا ولأن صفاء النية ونقاء السريرة وحسن الظن مفتاح لكثير من كنوز الدنيا والآخرة النيه سر العبودية وروحها وهي بمنزله الروح من الجسد لأنها من أعمال القلوب وأعمال القلوب أنفع الأعمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنَّما الأعمالُ بالنِّيات) (متفق عليه) ..
وعليها يكون القبول والرد والثواب والعقاب فالإنسان يبلغ بنيته مالا يبلغ بعمله لضعف صحته أو قلةِ حيلته لكن الله المطلع على خبايا النفوس يرفع أصحاب النوايا الصادقة إلى ما تمنوه وما أعظم النية فإنك تستطيع بنيتك الصادقة وعمل قلبك الخالص أن تلحق بأجر المحسن وإن لم يكن لديك مال تتصدق به وعلى قدر النوايا تكون العطايا نظافة قلبك وسلامةُ صدرك ونيتُك الصافية هي مفتاح التيسير ولا يغلق باب على العبد فيصدق في نيته ويحسن الظن بربه إلا ويفتح الله له أبوابا أوسع وأرحب أصلح ما في قلبك ينزل الله عليك السكينة ويفتح لك الأبواب ويحميك مهما ظهر الأمر بخلاف ذلك والنية الصالحة تفتح أبواب الخير والتوفيق والمعونة – من أوجد نية الخير في قلبه -أعانه- الله – على عمله وفتح له من أبواب التوفيق والتيسير على قدر نيته
والله لا يضيع صدق النوايا ولو خفيت عن عباده فأرح قلبك مهما أُسيئت بك الظنون وإياك أن تدخل في نوايا الناس فلا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب فإن نويت ألحقَّ وأردته أعانك الله عليه وأتاحَ لك عُمَّالا وأتاك بهم من حيث لا تحتسب فإنَّ عونَ الله على قدر النية فمن تمَّت نيتُه في الخير تمَّ عونُ الله له ومن قَصُرَت نيتُه قصر من العون بقدر ما قصر منه وإن سرَّ صلاحِك يكمُن في إصلاحِ سرك فضع نيةَ الخير في قلبك وسيتولى الله أمرَك وكم من أبواب عظيمة فُتِحَت بمفتاح النية الطيبة وكم من شخصٍ رُزِق بنيتة الطيبة أكثرَ مما يتوقع وعلى قدر نياتكم ترزقون فكما أن النية الطيبة قد تُبَلِّغك منازلَ المتصدقين فإن النيةَ السيئةَ قد تبلغك منازلَ الخاسرين .
يجب أن نعلم أن صادق النية لا يهزم أبدا، بل لا يقع إلا في الخير، وذلك حسب ما جاء على لسنا ابن حجر: “صادق النية لا يقع إلا في خير، ولو قصد الشر فإن الله يصرفه عنه”. ومن المعلوم أن كل شيء يمكن شراؤه إلا أربعة: الصحة، السعادة، راحة البال والنية الطيبة، وهذه الأخيرة، لا يمكنها أن تنبع إلا من بئر سحري، مكانه القلوب الطاهرة فحسب، وهم فقط من تروق لهم الحياة، نظرا لبراءة نواياهم.
فى النهاية , ازرع دائما الخير وامض، حاول أن تبحث عن الصدق الذي يغلف الكلمات والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال، ابحث عن ثقة وطيبة لا تهزها عواصف الدنيا، واعلم جيدا أن الرفق يلين الحديد، والرقة تسكن العواصف، وصاحب الطيبة تهواه القلوب وتتفق عليه الكائنات، كن صادقا، ولا عليك ممن يشوه وجه الصدق الجميل، كن مخلصا وإن كنت المخلص الوحيد، وعليك بنفسك فقط ولا عليك من غيرك، واعلم بأنك على دوافعك تجزى، وعلى سرائرك تعطى، وعلى نواياك ترزق، وعلى صفائك تجني ثمار الرضا، وأن الحياة تبتسم للأنقياء مثلك.
حاول أن تضع دائما نية الخير في قلبك وسيتولى الله امرك، فعلى قدر النوايا تكون العطايا، ومهما تعددت خساراتك، فأنت حتما من سيفوز في النهاية.