سوريا و تجدد الحرب الأهلية

سوريا و تجدد الحرب الأهلية
أحمد سلامة التهامي
عاودت الإشتباكات للتجدد في مدينة السويداء السورية ما بين أهالي المدينة و بين عناصر الأمن التابعة لحكومة أحمد الشرع ، و يعد هذا خرقاً لإتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء من جهه و بين حكومة الشرع من جهه أخري في مؤشر خطير ينذر لعودة الحرب الأهلية السورية.
ووصلت حصيلة القتلى في السويداء إلى 203 أشخاص منذ اندلاع الاشتباكات الأحد بين “فصائل درزية ومسلحين من البدو”، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن القتلى يشملون 92 درزياً، بينهم 21 مدنياً “أُعدموا ميدانياً على يد عناصر حكومية”، إضافة إلى مقتل 93 عنصراً من القوات الحكومية و18 من البدو، وذلك وسط توتر واسع وانتشار مكثف للقوات النظامية في المحافظة.
كما أفاد المرصد السوري بأن أشخاص يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء طُرح بعضهم أرضاً وآخرون على أرائك، وبجانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
وتحدّث المرصد عن إعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ 4 مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة في ريف السويداء.
وقال إن “مجموعة مسلّحة تابعة لدوريات الأمن العام، أطلقت النار بشكل مباشر على ثلاثة أشقاء بالقرب من دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم، التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانياً”.
في حين لم تعلّق الحكومة السورية بعد على هذه الاتهامات ، و إن كانت قد أكدت في بيان لها على “ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر كان”، وذلك “انطلاقاً من حرص الدولة على صون الحقوق، وحقن الدماء، وسيادة القانون وضمان انتظام مؤسساتها”.
وقالت الحكومة في بيان، إنها “كلفت الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يُثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه”.
وأشارت القوات الحكومية السورية إلى فرض حظر تجول في أنحاء السويداء. وقالت وزارة الداخلية السورية إن قواها الأمنية تمكنت من طرد المجموعات الخارجة عن القانون من مركز مدينة السويداء، وتأمين المدنيين، وإعادة مظاهر الاستقرار إلى المدينة.ووفق بيان للوزارة، فإن الاتفاق الذي جرى خلال الساعات المبكرة بين الأطراف، “تم خرقه حيث عادت المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لشنّ اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن في محاولة لإرباك المشهد الأمني ونسف ما تم التوصل إليه من تفاهمات محلية”.
واتهم المرصد السوري “عناصر من جهاز الأمن العام باختطاف رجال ونساء من قرية جرين في الريف الغربي للسويداء”، وأفاد المرصد بـ”قيام عناصر تابعة لوزارة الدفاع بعمليات تخريب ممنهجة طالت منازل وممتلكات المدنيين في عدد من قرى وبلدات ريف السويداء”. واتهم هذه العناصر بـ”سرقة محتويات منازل وتكسير أبواب ونوافذ، قبل أن يعمدوا إلى إضرام النيران في بعضها، ما أسفر عن دمار واسع وخسائر مادية جسيمة”.وشوهد رجال يرتدون زياً عسكرياً يحرقون وينهبون منازل ومتاجر ويضرمون النار في متجر خمور، وفق وكالة رويترز.
وقال أحد سكان السويداء، إن المدينة تعرضت لـ”قصف عنيف رغم وقف إطلاق النار المعلن، وسط مشاهدته تحليق طيران إسرائيلي في أجواء المدينة واستهدافه القوات التي دخلت السويداء.
موضحاً أن إطلاق النار كان “عشوائياً واستهدف أحياء سكنية ومدنيين” وهو ما دفع “الكثير من سكان المدينة إلى النزوح منها باتجاه الريف رغم حظر التجول المعلن” على حد تعبيره.
وكان الشيخ الدرزي البارز، حكمت الهجري، رحّب بدخول القوات الحكومية، لكنه سرعان ما دعا إلى “التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة”. وقال في بيان مصور لاحق “رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العُزّل”.
في غضون ذلك، أعلن السياسي الدرزي اللبناني، وئام وهاب، المقرب من حزب الله، “انطلاق جيش التوحيد”، داعياً الجميع إلى الانضمام والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة.
وعقب دخول قوات حكومة الشرع وانتشارها في شوارع السويداء، شهدت المدينة “موجة نزوح كبيرة” للمدنيين، وفق منصة السويداء 24 المحلية.وأكد المرصد السوري وجود “حركة نزوح جماعي لعدد كبير من العائلات من المدينة نحو القرى والبلدات الريفية المجاورة.
