حالة انهيار تدريجية للعدو يسرعها انقسامه الداخلي المتصاعد.. الأرقام لا تكذب

حالة انهيار تدريجية للعدو يسرعها انقسامه الداخلي المتصاعد.. الأرقام لا تكذب… مهما بدا المشهد مريعاً.. تدلك على الوقائع…
الأرقام
د. نرجس قدا
الشعوب.. منذ بداية الحرب، حشد العدو ما يزيد عن 300 ألف جندي تمركزوا في غلاف غز.ة.. منهم مايقدر بـ 60 ألف في أحسن التقديرات من القوات النظامية.. وباقي الحشد كان من الإحتياط…
يقدر تعداد الجيش الإسرائيلي بحدود 170 ألف مجند نظامي (وأكثر من 450 ألف إحتياط)… وهذا يعني أن أكثر من ثلث الجيش النظامي تم حشده في غز.ة، وتوزع البقية على جبهات الضفة ولبنان ونوعاً ما سوريا (في بداية الحرب)…
بلغت نسبة الإستجابة لتجنيد الإحتياط في بداية الحرب أكثر من 130% ، مما يعني أن جنود الإحتياط القادمين للقتال تجاوز بمقدار الثلث على الأقل العدد الذي تم استدعاؤه…
لا يوجد أي أرقام واضحة عن عدد المرتزقة الذين استجلبهم العدو للقتال أيضاً، لكن ثبت بالدليل القاطع وجودهم في أرض المعركة، وفي بعض المواجهات كان المرتزقة القوات الضاربة الأساسية…
هذا حجم الحشد في بداية المعركة… هل لك أن تتخيل؟؟
تشير التقديرات الصهيو.نية أن الجيش الإسر.ائيلي يحتاج 150 ألف جندي للسيطرة التامة على قطاع غز.ة. هذا يعني أنه حشد أكثر من ضعف العدد اللازم للسيطرة المطلقة وفق حساباته.
طوال الحرب، كان قوام القوات الغازية التي تدخل القطاع بحدود 50-60 ألف، لأن الصها.ينة لم يسيطروا على كل القطاع طوال الحرب.. بل على ما يقدر بثلث مساحته تقريبا… وكانت القوات تبدل دورياتها مع القوات الموجودة في الغلاف… وهذا يعني أن العدو كان لديه تقريباً حشد يساوي خمس أضعاف القوة التي كانت فعلياً تقاتل على أرض غز.ة… وهذا يعني وفرة هائلة جداً في الإحتياط والجنود… مرة أخرى نتحدث عن بداية الحرب…
ماذا عن الواقع اليوم؟
انخفضت نسبة الإحتياط بشكل هائل مقارنة ببداية الحرب، فمن نسبة تجنيد 130% إلى 60% تقريباً… تتحدث عن انخفاض يتجاوز النصف… وهذا يعني أن قوات الإحتياط التي كان عددها في بداية الحرب يزيد عن 240 ألف جندي… انخفضت لما يقرب من 120 ألف جندي.. ومع الجنود النظاميين.. يصل العدد إلى 180ألف جندي…
إذن بسبب تخلف الإحتياط… أنخفض الحشد من 300 ألف بداية الحرب… إلى 180 ألف جندي اليوم…
ماذا عن الخسائر المعلنة؟
زامير رئيس أركان العدو الجديد تحدث عن قرابة 6000 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح خرجوا من الخدمة… هذا يعني رسمياً أن ما يزيد عن 20 ألف تم تحييدهم من الجيش قتلاً وإصابة..حسب الحديث الرسمي…
وهذا يعني أن عدد الجنود الموجودين في الحشد اليوم يساوي العدد الكلي ناقص عدد المتخلفين ناقص عدد القتلى والمصابين وهذا يعني لدى جيش العدو 160 ألف جندي في غز.ة وغلافها…
وإذا أخذنا بالإعتبار أن القوة العاملة في القطاع تقدر بنحو 50-60 ألف كما ذكرنا سابقاً، فهذا يعني وأنه وفق الأرقام المعلنة ما زال لدى العدو أكثر من ضعفي العدد الذي يحتاجه للسيطرة على ربع القطاع مجدداً كما يهدد كاتس، ولا مشكلة لديه في العدد..
لكن الواقع يقول غير ذلك، أعلن الجيش أنه بحاجة لتجنيد 10 ألاف مقاتل جديد وهذا فتح باب أزمة تجنيد الحريديم التي لم تحل بعد…
لكن مهلاً… كيف يحتاج العدو 10 آلاف جندي في حين أن ما أعلنه من أرقام يقول أن لديه فائض يقترب من 120 ألف جندي؟؟؟
هذا يعني أن الأرقام التي يعلنها ببساطة كاذبة، فإما أن هناك انهيار هائل في الإحتياط بحيث لا تصل نسبة الاستجابة للتجنيد لأكثر من 30% ، وإما أن عدد القتلى قد استحر في العدو ووصل لرقم هائل تجاوز 100 ألف بين قتيل وجريح…
وأنا أرجح أن المسألة خليط من الكذب في الرقمين… عدد القتلى والجرحى أضعاف ما أعلن..ونسبة الالتحاق بالاحتياط أقل بكثير عما أعلن، ولذلك فتح جبهة ضد الحريديم لتجنيدهم… لديه نقص شديد….
طبعا كل هذا في القوات النظامية والاحتياطية ولا يوجد أي تقدير لعدد المرتزقة أو عدد القتلى فيهم. لكن الروايات المتواترة تقول أن العدو ترك عشرات من جنوده يصهرون داخل دبابات دون أن يكلف نفسه استرجاعهم، مما يؤكد أنهم مرتزقة…
لم احدثك عن خسائر الآليات والإقتصاد والذخائر…
إذن والحال هكذا ومع عجز العدو عن تحقيق أهدافه في أوج قوته طوال 15 شهراً، فهل ينجح بحاله الآن؟؟… وهل تهديدات كاتس واقعية؟؟..
الإجابة لا…
نحن أمام حالة ضغط بالدم بالقصف عن بعد والوعيد الصوتي ، لكن لا قدرة فعلية للعدو على إحتلال غز.ة وتهجير سكانها فضلاً عن إحتلال ربعها كما يقول المهرج كاتس…
ونحن أمام حالة انهيار تدريجية للعدو، يسرعها انقسامه الداخلي المتصاعد ..
الأرقام تقول أن ما تحتاجه غز.ة الثبات والعض على الجرح، ولعل انهيار العدو قريب.
