ثقافة

تكامل الرؤية بين منهجي النقد في كتاب مداخل أولية إلى عوالم السيد حافظ السردية للدكتورة أمل درويش وبحث الدكتور محمود محمد حمزة حول الرواية المسرحية

تكامل الرؤية بين منهجي النقد في كتاب مداخل أولية إلى عوالم السيد حافظ السردية للدكتورة أمل درويش وبحث الدكتور محمود محمد حمزة حول الرواية المسرحية

خالد شعبان

تمثل الإصدارات النقدية التي تتناول أعمال المبدعين الراحلين إضاءةً للذاكرة الثقافية، وإحياءً لتراثهم الفكري. بناءً على طلبك، سيقدم هذا التقرير قراءةً في العملين النقديين اللذين يتناولان تجربة الكاتب السيد حافظ، مع الإشارة إلى أن نتائج البحث التي حصلت عليها لم تتضمن مراجعات أو تقارير مباشرة عن هذين الكتابين المحددين. لذلك، سيعتمد هذا التقرير على المعلومات الواردة في نص طلبك، وسيقوم بتحليلها وتقديمها في سياقها النقدي والأدبي.

سيتم تقسيم التقرير إلى الأجزاء التالية:

1. الكتاب الأول: “مداخل أولية إلى عوالم السيد حافظ السردية” للدكتورة أمل درويش.
2. الدراسة الثانية: بحث الدكتور محمود محمد حمزة حول “الرواية المسرحية”.
3. مقارنة بين المنهجين النقديين.
4. السياق الثقافي وأهمية الإصدار.

—📖 “مداخل أولية إلى عوالم السيد حافظ السردية”: رحلة في أعماق الوعي الثائر

يقدم كتاب الدكتورة أمل درويش، كما ورد في التقرير، ليس مجرد مدخل تعريفي، بل هو رحلة نقدية معمقة تغوص في العالم الإبداعي للسيد حافظ. يمكن تفصيل أبرز محاور هذا الكتاب على النحو التالي:

· الإطار الفلسفي والنفسي: يضع الكتاب إبداعات حافظ في إطار فلسفي وجودي، مستلهماً من كتابات نيتشه في “هكذا تكلم زرادشت”، وكذلك من نظريات فرويد في التحليل النفسي ولاكان حول مرحلة المرآة. هذا الإطار يساعد في تفسير كيف تعكس أعمال حافظ “الوعي الناري” الذي يتحدى القيم الثابتة والمفاهيم السائدة.
· السياق التاريخي والاجتماعي: تربط درويش بين نشأة حافظ الإبداعية في مرحلة ما بعد هزيمة 1967، وما صاحبها من إحساس بالخيبة والخرس السياسي. هذا الربط يوضح كيف تشكلت رؤيته ككاتب، حيث تحولت المرارة الجماعية إلى وقود للإبداع والتمرد على الاستبداد بجميع أشكاله.
· الطبقات التحليلية للأعمال: تقسم الناقدة عوالم حافظ السردية إلى ثلاث طبقات مترابطة:
· الطبقة السياسية: التي تتناول علاقات القهر والتسلط.
· الطبقة الاقتصادية: التي تبحث في أشكال الرضوخ للاستبداد المادي.
· الطبقة الإنسانية: التي تركز على القيم الجوهرية كالحب والحرية والعدالة.
· تحليل النموذج: رواية “كل واحد فيها خان”: تقدم درويش دراسة حالة لهذه الرواية، لا كقصة خيانة فردية، بل كاستعارة للدورة القهرية للخيانة الجماعية في المجتمع. من خلال تقنيات البوح والمكاشفة، يفكك حافظ زيف الواقع الاجتماعي ويكشف التناقضات الكامنة في لاوعي المجتمع المصري في مرحلة ما بعد الاستعمار.

📚 دراسة الدكتور حمزة: “الرواية المسرحية” ونقاء الفنون المتداخلة

أما دراسة الدكتور محمود محمد حمزة، فتركز على جانب أدبي محدد هو التداخل بين الأجناس الأدبية، وتحديداً ما يُسمى “المسرواية” – المزيج الهجين بين المسرح والرواية. تبرز منهجية الدراسة في:

· المقارنة التاريخية: تقوم الدراسة بمقارنة جريئة بين رائد المسرواية توفيق الحكيم في عمله “بنك القلق” (1967)، وتطوير السيد حافظ لهذا الجنس الأدبي في روايته “كل واحد فيها خان”.
· الفرق في الرؤية والتقنية: تخلص الدراسة إلى وجود تكامل بين الأسلوبين:
· توفيق الحكيم: يميل إلى “نقاء الفنون” relatieve، معتمداً على الحوار المكثف والبنية المسرحية التقليدية لتصوير القلق الوجودي والاستعمار الاقتصادي.
· السيد حافظ: يوسع حدود التداخل بين الرواية والمسرح، مستخدماً سرداً متشابكاً وديناميكياً لتفجير الزيف الاجتماعي والسياسي. هنا، يتحول التداخل الفني نفسه إلى أداة للتمرد وليس مجرد تجربة شكلية.
· الإطار النظري: تستند الدراسة إلى مراجع نظرية رصينة، من أرسطو في “فن الشعر” إلى المنظرين المعاصرين مثل جاك رانسيير، مما يمنح التحليل عمقاً أكاديمياً ويؤكد الأصالة المصرية لهذا الجنس الأدبي.

⚖️ مقارنة بين المنهجين النقديين: تكامل في الرؤية

على الرغم من اختلاف زاوية النظر، فإن العملين يكملان بعضهما البعض في تقديم صورة شاملة عن عظمة تجربة السيد حافظ:

المعيار دراسة د. أمل درويش دراسة د. محمود حمزة
محور الاهتمام العالم الداخلي والفلسفي للكاتب وأعماله الشكل الأدبي والتقنيات (التداخل بين الأجناس)
المنهجية منهج تحليلي نفسي وفلسفي، مع لغة شعرية منهج تحليلي أكاديمي مقارن، يركز على البنية الفنية
الرؤية النقدية ترى حافظ كمفكر ثائر و”صاحب وعي ناري” تبرز حافظ كمطور لشكل أدبي ووريث لمدرسة الحكيم
النموذج التطبيقي تحلل رواية “كل واحد فيها خان” كاستعارة لخيانة المجتمع يقارن نفس الرواية مع “بنك القلق” للمسرواية

 الخلاصة: إحياء التراث في سياق ثقافي معاصر

يأتي هذان الإصداران في سياق ثقافي مصري، كما ورد في التقرير، يشهد ارتفاعاً في الإصدارات النقدية. فهما ليسا مجرد إضافتين إلى المكتبة الأكاديمية، بل هما:

· إعادة الاعتبار لدور المثقف: حيث يقدمان نموذجاً للمبدع الذي يرفض الانحناء ويواجه “دعارة الفكر” بالإبداع الأصيل.
· مواجهة التلاشي الثقافي: بالعودة إلى العمق الفلسفي والأدبي، مما يواجه به تأثيرات العولمة والرقمنة السطحية.
· إثراء الحوار الثقافي: من خلال إتاحتهما في المكتبات الجامعية والندوات الثقافية،

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى