المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “أيدكس 2025”

المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “أيدكس 2025”
لواء دكتور: سمير فرج
تنظم مصر معرضها الدوري للصناعات الدفاعية أيدكس 2025 في نسخته الرابعة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أرض المعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
والحقيقة أن مصر تأخرت كثيرًا في الاشتراك في تلك المنظومة العالمية، حيث إن معظم الدول المتقدمة عسكريًا، وخصوصًا في مجال التصنيع الحربي — والتي تعتبر مصر واحدة منها — تقيم مثل هذه المعارض، حيث تتيح لها تسويق منتجاتها من الصناعات الحربية، وكذلك فهي فرصة للتعرف على أحدث منتجات الترسانة الحربية في العالم.
ولكن مع وصول السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، أصدر أوامره بأن تكون مصر على خريطة المعارض الدولية العسكرية في العالم، خاصة أن معظم الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا والصين، وحتى دولة الإمارات العربية، تنظم مثل هذه المعارض.
ويُعتبر نجاح أي دولة في تنظيم مثل هذه المعارض أحد نقاط التقييم على قوة الدولة وتصنيفها عالميًا بين القوى العسكرية في العالم، فتنظيم مثل هذه المعارض وحجم وعدد الدول المشاركة وقواتها وشركات التسليح فيها كلها عوامل مهمة في هذا التقييم.
وتبرز أهمية إقامة مثل هذه المعارض للصناعات الدفاعية في أي دولة في أنها تتيح لكل ضابط في القوات المسلحة زيارة هذه المعارض من مختلف الأسلحة.
فهذا ضابط المدرعات يجد فرصة للتعرف على أحدث أنواع الدبابات في العالم، وتطور التسليح في كل نوع منها، ويتعرف أيضًا على الأسلحة المضادة للدبابات التي يمكن أن تواجهها في أي معركة قادمة.
أما ضابط الدفاع الجوي فسوف يتعرف على أنظمة الدفاع الجوي المختلفة في العالم، وأيضًا التطور المنتظر بخصوص مثلًا التعامل مع الطائرات المُسَيَّرة بدون طيار صغيرة الحجم، وكيف يمكن لشاشات الرادارات أن تلتقط هذه الطائرات وأسلوب التعامل معها.
وهكذا كل ضابط في تخصصه سوف يتعرف على الجديد في السلاح والأسلحة المضادة له.
أما طلبة الكليات العسكرية، فهي بالنسبة لهم فرصة العمر لكي يتعرفوا إلى أين يسير العالم.
وأتذكر أنني أول مرة قمت بزيارة مثل هذه المعارض وأنا برتبة رائد خلال دراستي في إنجلترا، لدرجة أنني ذهبت خلال أحد المعارض أربعة أيام كاملة، كل يوم كنت أدرس وأتعلم لأنها كانت المرة الأولى لي.
لكن في مصر نحن نقدم — كل عامين —لضباطنا وطلبة الكليات العسكرية فرصة أن يتعرفوا على ما هو جديد في العلم العسكري في العالم، خصوصًا أن الشركات التي تعرض الأسلحة والمعدات توضح للجميع مميزات تلك الأسلحة وما هو التطور الذي أحدثته في تطوير المعدات، وبعضها يستخدم التكنولوجيا الحديثة، والبعض الآخر ينقل معدات كاملة إلى داخل أرض المعرض.
وخلال هذا المعرض تكون مصر قد استفادت من ثلاث معارض سابقة من حيث التنظيم واستقبال الوفود وتقديم التيسيرات لشركات السلاح للدخول بمعداتها وأسلحتها دون أي تعقيدات أو قيود، كما توفر لبعضهم ميادين تدريب خاصة في الصحراء لمن يريد إتاحة هذه الإمكانية للحضور.
ويأتي إلى جانب ذلك عملية تسويق السلاح المصري، حيث يأتي المعرض المصري في نهاية العام، والذي تكون خلاله العديد من المعارض العالمية قد عُقدت، وتكون مصر على علم بأسعار الأسلحة والمعدات في هذه المعارض، فهي فرصة لتقديم المنتج المصري بالأسعار المناسبة والتي تحقق لمصر مبيعات أكثر من الأسلحة والمعدات.
خاصة أن مصر لديها خبرة عملية من حرب 73، وأنها أكثر دولة تُقيم تدريبات مشتركة مثل النجم الساطع الذي حضره آخر مرة حوالي 40 دولة، واستفادت مصر في تطوير أسلحتها ومعداتها.
لذلك فإن هذه المعارض فرصة لتسويق منتجاتها الحربية، خاصة أن مصر تُعتبر من أرخص الدول التي تبيع هذه الأنواع من الأسلحة، كما أنها تقدم تسهيلات في الدفع مثل باقي الدول الأوروبية، وهذا ما حققته مصر في الدورات السابقة.
لذلك تركز الآن المصانع الحربية المصرية — ومصانع الهيئة العامة للتصنيع، والترسانة البحرية بالإسكندرية، ومصانع البصريات — في عرض منتجاتها العسكرية لتحقيق أكبر مبيعات منتظرة في هذا المعرض، خاصة أن تلك المصانع شهدت طفرة كبيرة في الفترة الأخيرة منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي كقائد أعلى للقوات المسلحة.
حيث شهدت هذه المصانع طفرة كبيرة لم تشهدها منذ إنشائها في الخمسينات في عهد الرئيس عبد الناصر، نظرًا للظروف التي مرت بها مصر منذ حرب 67 والتركيز على استيراد الأسلحة من الاتحاد السوفيتي.
ولكن في الفترة الأخيرة تم تطوير كل هذه المصانع في عهد اللواء العصار عندما كان وزير الدولة للإنتاج الحربي.
وعمومًا، تلك فرصة أيضًا لكي يرى مهندسو هذه المصانع الحربية المصرية إنتاج الدول الأخرى لكي يتعرفوا على خطط تطوير أسلحتهم.
وقد اشترك في هذا المعرض هذا العام 50 دولة، وشارك 4150 عارضًا من المصانع الحربية المختلفة والشركات من خلال 25 جناحًا دوليًا.
وعموما، فإنني من موقعي أدعو المدنيين لزيارة هذه المعارض للتعرف على كل ما هو جديد في التسليح العالمي، وأقترح زيارتكم اعتبارًا من اليوم الثاني للمعرض — من يوم 2 ديسمبر — لترك اليوم الأول للوفود العسكرية.
وأتمنى أن تنظم الجامعات ووزارة الشباب زيارات لمجموعات من أبناء هذه الجامعات لمشاهدة التطور في التسليح العالمي، وخصوصًا مقدرة قواتنا المسلحة في التصنيع الحربي، وكلها ثقافة عسكرية يحتاجها الجميع.





