أول طيار مصري محمد صدقي 1899-1944

أول طيار مصري محمد صدقي 1899-1944
نهى عراقي
الشعوب.. قرر الشاب المصري محمد صدقي أن يقود طائرة صغيرة من برلين عاصمة ألمانيا إلى القاهرة عاصمة مصر، فاستقبل المصريون الخبر بحماس بالغ، باعتبار أن صاحبه سيكون أول طيار مصرى.
من هو محمد صدقي؟
محمد صدقي من مواليد 1899 أتم تعلميه الثانوي وحصل على البكالوريا ثم أرسله والده إلى ألمانيا والتحق هناك بكلية الاقتصاد، ولولعه بالطيران فقد قرر تعلم الطيران في ألمانيا وقضى هناك 3 سنوات تعلم خلالها الطيران على نفقته الخاصة وحصل على إجازة بالطيران ثم اشترى من ماله الخاص طائرة صغيرة ألمانية الصنع بمحرك واحد ذات مقعدين ومكشوفة (بدون غطاء زجاجى) وزنها 250 كيلو جرامًا وقوة محركها 40 حصانا ولا تتجاوز سرعتها 120كم/في الساعة .
طار محمد صدقى بطائرته من برلين قاصداً القاهرة، فغادر مطار برلين في 12 يناير 1930 في ظل طقس غير مستقر، ووصل إلى تشيكوسلوفاكيا ثم إلى يوغسلافيا ثم طار فوق البحر البحر الأبيض المتوسط إلى أن وصل السلوم، ثم واصل طيرانه إلى الإسكندرية فوصل مطار أبو قير فى 25 يناير 1930 ثم إلى القاهرة فوصل إلى مطار هليوبوليس’ألماظة فيما بعد” فى 26 يناير 1930.
وحظي باهتمام رسمي كبير حيث كان في استقباله صادق يحيى باشا كبير الياوران ومندوب الملك فؤاد الأول والأمير عباس حليم ورئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا والبارون فون شتورر وزير ألمانيا المفوض، ومحمود النقراشي وزير المواصلات، وشارك في استقباله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال “لقد رأيت في وجهه صورة فرعونية صادقة فوجهه مربع أسمر اللون، إنه فرعوني تمامًا وهذا سر ما فيه من جرأة وشجاعة وإقدام” .
شمله الملك فؤاد الأول بعطفه، فقلده نوط الجدارة الذهبى، وقررت الحكومة إهداءه ألف جنيه مكافأة لخدمته الوطنية.
وفى مساء يوم 29 يناير 1930، أقام له أول نادٍ للطيران المصري أول حفلة احتفاء بأول طيار مصرى، وحضرها كبار رجال المجتمع فى قصر الأمير عمرو إبراهيم بدعوة منه، وقد تحدث فى هذه الحفلة حسن أنيس باشا، فنَوَّه بعمل «صدقى» الجرىء، وذكر أنه أول شخص اجتاز البحر المتوسط على مثل طيارته فى الخفة والصغر، وفى هذا ما يدل على أنه من الرجال الأفذاذ، وقد أعلن انضمامه إلى نادى الطيران، وقرر إهداءه حصتين من حصصه التأسيسية قيمتهما خمسون جنيهاً.
قام طيار مصر البطل برحلة جوية إلى الوجه القبلي، فطار إلى الأقصر ومنها إلى أسوان، ثم عاد إليها وزار يوم 27 مارس المنيا، ثم أسيوط.
لكن الاهتمام بهذا “النجم” لم يستمر طويلاً، ففى يوم 27 يونيو طار “صدقى” عائدا إلى ألمانيا، حيث قال إن الحكومة لم تقدره، وإنها استخفت به وعرضت عليه وظيفة صغيرة بمرتب ضئيل لا يعادل ما يربحه طيار مثله فى ساعة واحدة، ولا يكفى لتخزين طائرته والعناية بها، فاضطر أن يرفض ما عُرض عليه، مغادرا مصر من مطار هليوبوليس، توفي عام 1944.
