
ناسا: خمسة مخاطر تواجه رواد الفضاء خاصة عند التوجه إلى المريخ
نهى عراقي
الشعوب.. تخطط ناسا لإرسال البشر إلى سطح القمر، ومن ثم التوجه إلى المريخ، لكن هذه الرحلات الطموحة لا تخلو من التحديات الكبيرة.
حددت ناسا خمسة مخاطر رئيسية تواجه رواد الفضاء في رحلاتهم إلى الفضاء السحيق، خاصة عند التوجه إلى المريخ.
وذكرت ناسا: “إن التعرف على هذه المخاطر يتيح للوكالة إيجاد طرق للتغلب على تحديات إرسال البشر إلى محطة الفضاء، القمر، المريخ وما وراءه”.
قائمة المخاطر التي وضعتها ناسا:
الإشعاعات الفضائية
تعد الإشعاعات الفضائية واحدة من أخطر التهديدات لرواد الفضاء الذين يقضون فترات طويلة بعيدا عن الأرض.
وتقول ناسا: “الإشعاع الفضائي، الذي لا يرى بالعين المجردة، لا يُعتبر فقط من أكثر جوانب السفر إلى الفضاء خطورة، بل يُعتبر أيضا أحد التهديدات الأكثر خطورة”.
وعلى الأرض، يحمينا المجال المغناطيسي والغلاف الجوي من هذه الإشعاعات، لكن في الفضاء، يصبح رواد الفضاء عرضة للإشعاعات المؤينة التي يمكن أن تسبب أضرارا جسيمة.
ووفقا لناسا: “خلال ستة أشهر في الفضاء، يتعرض الجسم لكمية إشعاعات تعادل 1000 صورة أشعة سينية للصدر”، وهذه الإشعاعات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وتلف الجهاز العصبي المركزي، وهشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
أشارت دراسة: الفضاء يجعل أنسجة القلب تشيخ أسرع بـ5 مرات مما هي عليه في الأرض
العزلة والاحتجاز
تعني الرحلات الفضائية الطويلة عزلة شديدة عن الجميع في الوطن» الأرض«
وعلى متن محطة الفضاء الدولية، يمكن لرواد الفضاء التواصل مع الأرض، لكن في رحلة إلى المريخ سيكون الوضع أسوأ بكثير.
وتوضح ناسا: “على الأرض، لدينا رفاهية الاتصال الفوري مع كل شيء وكل شخص. لكن في رحلة إلى المريخ، سيكون الرواد معزولين ومحصورين بشكل يصعب تخيله”. وهذه العزلة، إلى جانب قلة النوم والإرهاق، يمكن أن تؤدي إلى تراجع الأداء ومشاكل صحية.
البعد عن الأرض
يبعد المريخ نحو 140 مليون ميل عن الأرض في المتوسط، ما يعني أن رحلة ذهابا وإيابا ستستغرق نحو ثلاث سنوات.
يجعل عذا البعد التخطيط للبعثات تحديا كبيرا، خاصة مع وجود تأخير في الاتصالات يصل إلى 20 دقيقة في كل اتجاه.
وأفادت ناسا: “الاعتماد على الذات سيكون مفتاح نجاح البعثات إلى المريخ. الرواد يجب أن يكونوا قادرين على مواجهة أي طارئ بأقل دعم ممكن من الأرض”.
تغيرات الجاذبية
سوف يواجه رواد الفضاء ثلاثة أنواع مختلفة من الجاذبية خلال رحلتهم: انعدام الوزن في الفضاء، جاذبية المريخ التي تعادل ثلث جاذبية الأرض، ثم العودة إلى جاذبية الأرض. وهذه التغيرات تؤثر على التوازن، التنسيق بين العين واليد، وقد يواجه الرواد أيضا خطر الإغماء عندما يهبطون على المريخ.
إضافة إلى أن انعدام الجاذبية في الفضاء يؤدي إلى فقدان كثافة العظام بنسبة 1% إلى 1.5% شهريا، وزيادة الضغط على العينين بسبب تحرك السوائل نحو الرأس، ما قد يسبب مشاكل في الرؤية وحتى حصوات الكلى بسبب الجفاف وزيادة إفراز الكالسيوم من عظامهم.
البيئات المغلقة والمعادية
يجب أن تكون المركبات الفضائية والمحطات مغلقة لحماية الرواد من البيئة المعادية في الفضاء. لكن هذه البيئات المغلقة تأتي بتحدياتها الخاصة، مثل انتقال الميكروبات بسهولة بين الرواد، وتغيرات في جهاز المناعة، وزيادة مستويات هرمونات التوتر.
وتضيف ناسا: “الكائنات الدقيقة يمكن أن تتغير في الفضاء، ما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض”.
ويجب أن تكون البيئة داخل المركبة مريحة، مع التحكم في درجة الحرارة، الضوضاء، والإضاءة لتجنب التأثيرات النفسية السلبية.
كما يجب على ناسا التفكير في كيفية جعل مركباتها الفضائية ومحطاتها وقواعدها مريحة للعيش، مع ضمان أن التدفئة والمساحة الحرة ومستويات الصوت والإضاءة تكون مثالية حتى لا يصاب الرواد بالجنون خلال مغامراتهم على المريخ.
