مؤتمرات

مصر ترفض تهديدات ترامب بقطع المساعدات وتُؤكّد حقوق الفلسطينيين خطٌّ أحمر لا يُمس

مصر ترفض تهديدات ترامب بقطع المساعدات وتُؤكِّد حقوق الفلسطينيين خطٌّ أحمر لا يُمس

كتبت/ إكرام علي آدم

الشعوب.. ردًّا على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن مصر بسبب رفضها لـ تهجير سكان قطاع غزة ، جاء الموقف المصري حازمًا ورافضًا لأي مساس بحقوق الفلسطينيين أو الأمن القومي المصري.
أكَّدت مصر عبر تصريحات رسمية وقنوات دبلوماسية رفضها المطلق لخطة ترامب، معتبرةً التهجير انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير. وجدَّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مفاوضاته في واشنطن مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، التزام مصر بإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، مشددًا على ضرورة حل الصراع عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أثارت تصريحات ترامب غضبًا واسعًا في مصر، حيث عبَّر نواب ونشطاء عن رفضهم للضغوط الأمريكية، وذكروا أن «مصر لن تخضع للتهديد أو تتخلَّى عن ثوابتها»، بينما أشاروا إلى أن المساعدات الأمريكية مرتبطة باتفاق السلام مع إسرائيل، وأن إلغاءها قد يفتح الباب لمراجعة الاتفاق ككل. كما نوَّهوا إلى أن التصريحات الأمريكية «لا تتناسب مع عمق العلاقات الثنائية»، مؤكدين أن مصر لديها أوراق ضغط كثيرة للرد.

برغم أن مصر تتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية سنوية تُقدَّر بنحو 1.5 مليار دولار (تشكل جزءًا من اتفاقية السلام مع إسرائيل منذ 1979)، أكدت القاهرة أن قراراتها لا تُباع مقابل أموال، وأن الأمن القومي غير قابل للمساومة. ورغم أهمية هذه المساعدات (خاصة العسكرية التي تمثل 80% من ميزانية المشتريات العسكرية المصرية)، تبقى الأولوية للحفاظ على المبادئ.

تعمل مصر على تعزيز موقف عربي موحد ضد خطة التهجير، حيث استضافت قمة عربية طارئة ناقشت الموقف من التصريحات الأمريكية. كما حظيت بمساندة دولية، بما في ذلك تحذيرات من الأمم المتحدة من «التطهير العرقي»، ورفض منظمات حقوقية لانتهاك حقوق الفلسطينيين.

لا تقتصر خطة ترامب على مصر فحسب، بل تشمل الأردن أيضًا، حيث هدَّد بقطع المساعدات عن البلدين إذا رفضا استقبال اللاجئين. وتلقى هذا المقترح رفضًا أردنيًا قاطعًا، واعتبروه «تهديدًا وجوديًا» لهويتهم الوطنية. من جهة أخرى، حاول ترامب تبرير خطته بادعاء تحويل غزة إلى «منتجع سياحي» تحت السيطرة الأمريكية، وهو ما وصفه خبراء بأنه «وصفة للخراب».

فإن الموقف المصري يعكس إدراكًا عميقًا بأن قضية فلسطين تمثل خطًّا أحمر لا يمكن تجاوزه، مع تأكيد على أن المساعدات الأمريكية ليست مِنَّةً بل جزءًا من اتفاقيات استراتيجية. وعلى الرغم من الضغوط، تبقى الأولوية لمصر هي الحفاظ على استقرار المنطقة ورفض أي حلول تُفرَض من الخارج على حساب الحقوق الفلسطينية.

مصر ترفض تهديدات ترامب بقطع المساعدات وتُؤكِّد حقوق الفلسطينيين خطٌّ أحمر لا يُمس
مصر ترفض تهديدات ترامب بقطع المساعدات وتُؤكِّد حقوق الفلسطينيين خطٌّ أحمر لا يُمس

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى