كنوز وأسرار عالم البحار والمحيطات وفائدة زبد البحر

كنوز وأسرار عالم البحار والمحيطات وفائدة زبد البحر
نهى عراقي
البحار والمحيطات هي صمام الأمان ضد تلوث البيئة، فهما يعملان عمل الرئة بالنسبة للأرض، حيث تنقي الجو من الغازات الفاسدة التي تتصاعد من على سطح اليابسة. ويجب علينا ألا ندمر هذه الرئة بهذا الكم الهائل من الملوثات الصناعية التي ينتجها الإنسان على الأرض
عالم البحار والمحيطات عالم مليء بالأسرار، ويخقي بين طيات أمواجه وأعماقه كم هائل من الكنوز الثمينة، التي لم يُعثر عليها بعد.
يُعد هذا العالم من أكثر عوالم كوكبنا غموضًا وإثارة التي تدعو للاهتمام والدراسات ومازال هناك دراسات باستمرار لكتشف لنا المزيد من الأسرار.
ما أهمية عالم البحار في حياتنا
تعد المياه من أسباب الحياة على سطح الأرض لكافة الكائنات الحية، يتمثل عنصر المياه في البحار والمحيطات والأنهار؛ أنها تغطي ثلثي الكرة الأرضية.
سخر لنا الله سبحانه وتعالى كل شيء على وجه الأرض ومنها عالم البحار الذي خلق الله فيه ما نتغذى عليه كالأسماك بشتى أصنافها اللذيذة المتعددة.
وأيضا أسماك الزينة والشعاب المرجانية بديعة الصنع والطحالب المائية والنباتات البحرية والدلافين، واللؤلؤ والمرجان نستخدمها كحلي ومجوهرات.
يعد عالم البحار والمحيطات من أهم وسائل السفر والترحال والتنقل بين الدول عبر السفن والمراكب
وغيرها، كما نسافر للبحار من أجل الاستجمام وقضاء أوقات ممتعة.
أسرار وكنوز عالم البحار
ذلك العالم مليء بالعجائب والغرائب الساحرة المدهشة، رغم كل ما اكتشفناه عن هذا العالم الغامض إلا أنه مازال هنالك الكثير لم نكتشفه بعد، فهو عبارة عن كوكب آخر.
يحمل لنا البحر الكثير من الخيرات والرزق والعلاجات لكثير من الأمراض، إذ نجد به زبد البحر الذي يُعد ظاهرة طبيعية فريدة.
زبد البحر
زبد البحر أو رغوة البحر.. عبارة عن رغوة خفيفة تتطاير في الهواء، يتم من خلال مجموعة من المواد العضوية والعوالق الحيوانية والنباتية والفطريات وغيرها.
يتشكل الزبد بسبب حركات الرياح في قاع البحر والمحيطات وينشأ عنها تحركات لكتل من الماء وهي عبارة عن أمواج قوية وعنيفة، وتعرف باسم ظاهرة تسونامي.
علاوة على ذلك عملية التبخر وضوء الشمس التي تعمل على التركيز لبعض العناصر الكيميائية في الزبد؛ لذلك يمتلك فوائد طبية جمة وعظيمة.
فوائد زبد البحر
يعالج عدة أمراض مختلفة ومنها:
علاج كلف الحوامل، وإنبات الشعر المتساقط وعلاج حالات الصلع، يعمل على صفاء البشرة من البثور والشوائب.
يعالج أيضا التهيجات، الحساسية، وعلاج البرص وتشققات الجلد، النمش، تبييض الأسنان.
إضافة إلى الحد من آلام وأوجاع الطحال، له دور فعال في علاج الحصى في الكليتين، وعلاج عسر البول.
علاج أمراض الجلد؛ كالجرب، والبهاق، والتهيجات، والحساسية، وتشققات الجلد، والنمش، كما تساعد في تبييض الأسنان، والحد من آلام وأوجاع الطحال.
وللزبد دور فعال في علاج مرض الثعلبة عند الجنسين، ذكورًا وإناثًا، وإنبات الشعر المتساقط، حيث يعمل الزبد على إنبات الشعر الخفيف، وعلاج حالات الصلع إلى جانب، كما أن له القدرة على علاج المشكلات الجنسية لدى الرجال وعلاج كلف الحوامل.
وأوضح مجموعة من العلماء أن زبد البحر يتم من خلال مجموعة من المواد العضوية والعوالق الحيوانية والنباتية والفطريات.. وغيرها، كما سبق الذكر، لكن هذه المكونات تختلف من منطقة لأخرى، حيث إن هناك بعض البحيرات التي تحتوى على مجموعة كبيرة من البروتين والعناصر المهمة التي تؤثر بدورها في تكوين الزبد، كما أنها تحتوى على مجموعة من الكربوهيدرات والسكريات المتواجدة في الطحالب.
وبعض الدراسات أثبتت أن هناك نسبة قليلة من الكربونات العضوية والفينولات والسكريات والأحماض الأمينية التي تعمل على تكوين زبد البحر، كما أثبتت الدراسات أن هناك موسم حبوب اللقاح في بعض المناطق، ما يؤدى إلى تغيرات كيميائية في زبد البحر، وأنه ليس سامًا بالفطرة.
بيئة أعماق البحر
ومن الغرائب أيضا تلك البيئة الصعبة للحياة لكنها ملائمة لتلك الكائنات البحرية.
تختلف أعماق البحر تماما عن بيئة اليابس؛ حيث تنخفض درجة حرارة أعماق البحر فتصبح شديدة البرودة، وأشعة الشمس أبعد ما يكون عنها وتعيش الكائنات البحرية في ظلام شديد.
أعماق البحار تقع على عمق 200م فأكثر، درجات الحرارة لا تزيد عن 5 درجات مئوية، الضغط يساوي 200 ضعف الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر.
أشعة الشمس لا تصل إليها كما ذكرنا مما يجعل الكائنات البحرية من الضروري أن تتأقلم مع ظروف هذه البيئة.
تتأثر عمليات التمثيل الضوئي في هذه المنطقة نظراً لقلة أشعة الشمس الواصلة إليها، وتتراوح درجة حرارة الماء ما بين 3-10 درجات مئوية هذا يعني أنها شديدة البرودة.
بالإضافة لنقص كميات الأكسجين الذائب في الماء في تلك البيئة، كما يبلغ الضغط الجوي فيها ما يقارب 400 ضغط جوي؛ هذا يؤدي لانخفاض أعداد الكائنات الحية،
نتيجة لهذه البيئة الصعبة يعيش فيها 25% من أصناف الكائنات الحية التي يبلغ عددها ما يقارب 8.7 مليون نوع.
اكتشف العلماء جزء قليل من تلك الكائنات التي تعيش في أعماق البحار وفي اعتقادهم أن ما زال هناك نسبة 91% منها لم تكتشف بعد.
تم اكتشاف أعماق البحار وبعض أسراره بسبب التقدم العلمي الحديث،الذي كشف لنا عن عالم البحار المليء بالغموض، ليقف العقل البشري في ذهول.
حياة الكائنات البحرية في أعماق البحر
عالم هذه الكائنات غريب وعجيب، فبعضها يعيش على شكل مجموعات ضخمة، والبعض مفترس والبعض يعيش منفردًّا، وبعضها صغيرًا لطيفًا.
يدل ذلك على أن عالم البحار والمحيطات لا يقل إثارة عن عالم السطح أو اليابس، وتبهرنا دائما في عالم البحار احتضانه لأنواع مدهشة من النباتات البحرية ألونها خلابة والأحجار الملونة.
جمال عالم البحار يضاهي جمال السماء المُزينة بالكواكب والنجوم، لأنه عالم حباه الخالق بالتنوع والألوان البديعة، وجمال الأحجار والمحار المبهرة.
أما أعداد الكائنات الحية البحرية الموجودة في البحار فتفوق الملايين
فوائد الكائنات البحرية
الكائنات البحرية فوائد جمة لا تقتصر فقط عند حدود الأغراض المادية، بل عرفت طريقها الآن إلى عالم الطب وفي مجال الجراحة؛ حيث تستخدم الشعاب المرجانية في ترقيع العظام، والإفادة من صلابة تلك الشعاب التي لا يرفضها الجسم ولا تقل عن صلابة العظم.
كما أن البحار غنية بمواد كيمائية مختلفة ذات قيمة علاجية كبيرة تساعد على الشفاء من بعض الأمراض المستعصية مثل السرطان والأورام وعلاج الجروح.. فضلاً عن مركبات عضوية دوائية وعضوية كيميائية، وذلك بقصد الاستعمال والإفادة منها في الأبحاث العلمية.
وتؤكد الأبحاث الطبية أن هناك بعض الأسماك البحرية التي يكثر تواجدها في منطقة الخليج العربي، من أهمها سمكة “السلور”، التي تقوم بإفرازات لها مزايا فريدة تساعد على سرعة التئام الجروح، وهذه خاصية مهمة قد تعتمد عليها حياة الكثيرين ممن تجري لهم عمليات جراحية وخاصة مرضى السكر.
ما لم تعرفه عن البحر الميت
البحر الميت واحد من أشهر البحار في العالم، إذ يشتهر بالرحلات السياحية العلاجية واستخلاص المواد التجميلية منه، حيث يقع في منطقة حفرة الانهدام السورية الكبرى، وتحديدًا المنطقة الواقعة في غور الأردن، في الحدّ الفاصل بين الأردن وفلسطين بالجزء الجنوبى الغربى من قارة آسيا، وينتمى الشاطئ الشرقى للبحر الميت إلى دولة الأردن.
أما النصف الجنوبى من الشاطئ الغربى، فتسيطر عليه دولة الاحتلال الإسرائيلى، ويقع النصف الشمالى من الشاطئ الغربى داخل الضفة الغربية الفلسطينية، والذى أصبح تحت سيطرة الاحتلال منذ حرب عام 1967، ورغم أن دولة فلسطين لها جزء يطل على البحر الميت إلّا أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح للفلسطينيين باستغلال مواردهم من البحر، بل تمنعهم تماما من الذهاب إليه بحجة الأمن.
كما يوصف البحر الميت بأنه أخفض بقعة على سطح الأرض؛ حيث ينخفض عن مستوى سطح البحر بنحو 400 متر، كما ينخفض كل عام نحو 33 سنتيمترًا، أمّا عن تسميته بهذا الاسم، فترجع لانعدام الحياة فيه، فلا يمكن لأى من الأسماك والكائنات البحرية ونباتات البحر أن تعيش فيه، بسبب شدة ملوحته وعدم وجود الغذاء فيه لدرجة تصل إلى موت الكائنات الواصلة إليه من النهر، وتُقدّر ملوحته بما يقارب 6 أضعاف ملوحة مياه المحيطات الأخرى؛ وهى درجة عالية جدًا لا يمكن أن يعيش بها أي كائن حى، ويعود السبب في ملوحته الشديدة إلى أنّه بحر مغلق وغير متصّل بأى بحر آخر.
كما يلعب أيضًا المناخ الصحراوى للمنطقة الذي يمتاز بشدة الحرارة والجفاف ومعدلات التبخر العالية، دورًا كبيرًا في زيادة تركيز تلك الأملاح فيه، كما أنّه لا تصبّ فيه أنهار سوى نهر الأردن
وتتسم مياه البحر الميت بخاصية الطفو، ما يحمى الزوّار من الغرق فيه، وتحتوى مياه البحر الميت على 21 ملحا معدنيا، مثل (كلوريد الماغنسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، والبرومين). وينفرد هذا البحر كذلك بنحو 12 نوعًا من هذه الأملاح التي لا يمكن إيجادها في أي تجمع مائى آخر في العالم، ما جعله وجهة سياحية استشفائية.
ويُعد البحر الميت ركيزة مهمة جدًا للصناعة والسياحة في المنطقة، حيث تُعتبر تركيبة مياهه مختلفة عن المياه الطبيعية باحتوائها على تركيز عالٍ من الكالسيوم والبوتاسيوم، ويُستغل هذا في مصانع الجانبين الأردنى والإسرائيلى.
وترجع الأهمية التاريخية والسياحية لمنطقة حوض البحر الميت إلى البحر نفسه وإلى شواطئه، حيث توجد بعض المعالم الأثرية والدينية المهمة في المنطقة، مثل (مسعدة، خربة قمران، كهف النبى لوط)، بالإضافة إلى التشكيلات الملحية الطبيعية، فكلها جعلت منه نقطة جذب سياحية عالمية، خصوصًا فيما يتعلق بالسياحة العلاجية
لماذا سمى البحر الأسود بهذا الاسم؟
البحر الأسود هو بحر داخلى يقع في الجزء الجنوبى الشرقى لقارتى أوروبا وآسيا الصغرى، ويتصل بالبحر المتوسط عند مضيق البوسفور وبحر مرمرة بتركيا، ويتصل ببحر آزوف عند بحر كيرتش، كما أنه يرتفع عن مستوى سطح بحار العالم بأكثر من 100 متر، وتحتوى الطبقة العليا من مياهه على مقدار وافٍ من الأكسجين مذابًا فيها مما يجعله يحوى ثروة غنية من الكائنات السمكية، ومن أهم ما يعيش في مياهه سمك (الخفش) الذي يستخرج منه الكافيار الذي يباع بثمن باهظ.
ومن أهم الأنهار التي تصب في البحر الأسود، نهر الدانوب في الشمال الغربى، ودنيستر ودنيبر في الشمال، ونهر الكوبان في الشرق، ونهر سقاريا في الجنوب، ولا يوجد فيه سوى 3 جزر صغيرة مميزة، هي: (زمينى، بيرتيران، كفكن
أما عن تسميته بهذا الاسم؛ فهناك آراء كثيرة مختلفة، منها أنه تمت تسميته بذلك نظرًا لصعوبة الملاحة فيه بسبب طبيعته القاسية ورياحه العاتية، والتفسير الثانى يأتى من لون المياه الداكن، بسبب قلة الملوحة التي ينتج عنها تركيز عدد كبير من الطحالب مسببًا اللون الداكن.
وقد يكون سمى البحر الأسود بهذا الاسم أيضًا لكثرة السحب والضباب المحيط بمنطقته، ما يجعل مياهه سوداء والتى تتكون أغلبها باللون الأسود، بسبب الموقع الجغرافى للبحر، الأمر الذي يمنع وصول ضوء الشمس إليه وبالتالى ينعكس اللون الأسود عليه.
ومن أهم الدول المطلة على البحر الأسود (أوكرانيا، روسيا، جورجيا، تركيا، بلغاريا، رومانيا).
