الثقة: مفتاح النجاح في جميع العلاقات

الثقة: مفتاح النجاح في جميع العلاقات
بقلم: دكتوره نرجس قدا
الشعوب.. الثقة هي أهم ما يحتاجه الإنسان للنجاح في جميع العلاقات، وللأسف أصبحت عملة نادرة في زمننا هذا. بدون الثقة، لا يمكن لأي شخص الاستمرار في علاقاته، فنجاح علاقات العمل والشركات والسياسة والزواج والمحبة لا يكون إلا بالثقة. إذا افتقد هذا العنصر وحل محله الشك، ستصاب العلاقة بالمرض الخبيث الذي ينهكها ولا يبرحها حتى يقبرها تحت الثرى.
الشكوك هي أول ما يتسلل إلى العلاقات، فبمجرد أن يكون للشك موضع قدم، فتلك هي بداية نهاية العلاقة. وهذا حتمًا من عمل الشيطان. فعلى سبيل المثال، سبب خروج سيدنا آدم من الجنة سببه الشك والوسوسة، السلاحان اللذان يستعملهم الشيطان حتى يوقع بآدم.
الثقة هي التي أنجت سيدنا إبراهيم من النار التي أوقدها وأسعرها النمرود، وهي التي أنجت سيدنا إسماعيل عندما فداه الله بكبش عظيم. وهي التي شقت البحر لسيدنا موسى عليه السلام من بعد ما حوصر هو وقومه، فقال القوم: إنا لمدركون، وقال موسى في ثقة ويقين: كلا، إني معي ربي سيهديني.
الثقة هي مفتاح النجاح، وحتى إن أصبحت في زمننا هذا شيئًا نادرًا، إلا أن وجودها ما زال قائمًا. صحيح أن كثرة الخداع والمكر يضع الإنسان في حيرة وحالة من الحذر، إلا أنه لا يجب علينا وضع الكل في حالة الشك حتى يثبت العكس. ولذا توجب علينا أن لا نحكم على الناس إلا بما نسب إليهم.
قد يتساءل البعض كيف نميز بين الصادق والموثوق به والماكر والمحتال؟ فالجواب على هذا السؤال هو أن الأيام كفيلة بذلك، وهي تبين معدن الشخص. ليس كل ما يلمع ذهبًا، وليس كل من رسم على محياه ابتسامة فهو صادق. والمثل يقول: إذا رأيت أنياب الليث بارزة، فلا تحسبن أن الليث يبتسم.
الحذر من الخيانة واجب، ولكن لا حكم حتى نرى ونعاين. فلا تعبر جسرًا حتى تصل إليه. في النهاية، الثقة هي أساس كل علاقة ناجحة، ويجب علينا أن نحافظ عليها وأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين.
