إعلان ماكرون الاعتراف بفلسطين يثير ردود فعل قوية داخل الأوساط الفرنسية
نهى عراقي
الشعوب.. أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الفرنسية.
فقد أوضح ماكرون يوم الخميس أن فرنسا ستعلن عن اعترافها بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.
وفي رسالته إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نشرها عبر منصة “إكس”، أكد ماكرون أن هذا القرار يأتي “وفاءً بالتزام فرنسا التاريخي تجاه تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط”.
وأضاف أنه سيعلن هذا الاعتراف رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن القنصل الفرنسي في القدس سلّم رسالة ماكرون إلى السلطة الفلسطينية، وشدد على أن فرنسا ستنفذ هذا القرار في الموعد المحدد.
الإعلان أثار حزمة من ردود الفعل العربية والدولية، بالإضافة إلى انقسامات داخل المشهد السياسي الفرنسي.
سفيرة فلسطين لدى فرنسا، هالة أبو حصيرة، رحبت بالقرار معتبرةً أنه يمثل “لحظة محورية” في دعم القضية الفلسطينية.
وأكدت أن الاعتراف كان مستحقاً منذ عقود ولكنه يُعد خطوة متأخرة نحو الالتزام بالقانون الدولي. على الجانب الآخر، وصف جان لوك ميلونشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”، القرار بأنه “نصر معنوي” مع دعوته إلى وقف فوري لما وصفه بالإبادة الجماعية. أما مانويل بومبار، منسق الحزب ذاته، فأشاد بالحراك الشعبي الذي أثر بشكل كبير في هذه الخطوة، مطالباً بتحرك عاجل دون تأخير إلى سبتمبر.
زعماء أحزاب أخرى انقسموا في تقييمهم للخطوة؛ مارين تونديلييه، الأمينة العامة لحزب الخضر، أملت أن يكون هذا القرار بمثابة دعم مباشر لشعب غزة، بينما طالب فابيان روسيل، أمين عام الحزب الشيوعي، بفرض عقوبات على حكومة نتنياهو.
أما من داخل الحكومة الفرنسية، فقد رحبت وزيرة التعليم إليزابيث بورن بالخطوة واعتبرتها دعماً لحل الدولتين كطريق وحيد نحو سلام دائم. على النقيض، قوبل الإعلان بمعارضة شديدة من اليمين المتطرف الفرنسي. رئيس حزب “التجمع الوطني”، جوردان بارديلا، أعرب عن قلقه من أن الاعتراف قد يُمنح حماس شرعية مؤسسية على الساحة الدولية.
كما انتقد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الخطوة ووصفها بأنها خطأ دبلوماسي ذو تداعيات سياسية خطيرة. دولياً، رحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالقرار مؤكداً ضرورة التعاون لحماية حل الدولتين.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن إجراء “اتصال طارئ” بين قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة سبل إنهاء العنف وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان غزة الذين يعانون مأساة إنسانية كبيرة.
القرار الفرنسي قوبل أيضاً بتأييد السلطة الفلسطينية، التي اعتبرته التزاماً بالقانون الدولي ودعماً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
في المقابل، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإعلان، معتبراً أن الفلسطينيين لا يسعون إلى دولة بجانب إسرائيل بل يريدون دولة بدلاً منها، مما يزيد من تعقيد مساعي السلام في المنطقة.
