تقارير وتحقيقات

بعد إعياء شديد غزة في العناية المركزة في انتظار من يمتلك قرار الانعاش

بعد إعياء شديد
غزة في العنايه المركزة
في انتظار من يمتلك قرار الانعاش

تحقيق الإعلامية القديرة: أ. نرجس قدا
المملكة المغربية الشريفة

يكتب: د. اشرف القصاص الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني

الشعوب.. انقضت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 2 مارس/ آذار المنصرم من دون الانتقال إلى المرحلة الثانية وفق بنود الاتفاق الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني.

وعاود الاحتلال الإسرائيلي عدوانه مجددًا على قطاع غزة بدءًا من 18 مارس/ آذار، والذي توحش على مدار ما يقرب من شهر، ما جعل حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة تتجاوز حاجز الـ51 ألف شهيد، إلى جانب ما يربو على 116 ألف جريح.

الأجواء الإيجابية التي يحاول الأمريكان والكيان نشرها فيما يتعلق بالهدنة المتوقعة، الغرض منها تشكيل ضغط إضافي على الناس في غزة، في حال كانت دون المُؤمَّل، ولا تحقق شروط المقاومة وفي مقدمتها: وقف العدوان، والانسحاب من غزة، وصفقة تبادل حقيقية.

غزة سئمت المراوغات الممجوجة، والغدر المكشوف، وكل اتفاق لا يحقق وقف العدوان والانسحاب من غزة، هو اتفاق يخدم الإدارة الأمريكية والصهيونية ويعطيهم هدايا مجانية على حساب الدم الفلسطيني.

فالإدارة الأمريكية تجهز لزيارة ترامب للمنطقة والتي لن تحقق أهدافها دون وقف الحرب -مؤقتاً- في غزة، كنوع من الانجاز المسبوق بين يدي “شفط” الأموال الخليجية للخزينة الأمريكية الداعمة لماكنة القتل الصهيونية في غزة، بعد تخدير الشعوب بهدنة يقف فيها نزيف الدم الفلسطيني لبضعة أيام !!

وأما نتنياهو فيروق له بعض الهدن التي يحصل من خلالها قدراً مناسباً من الأسرى دون تعهد بوقف الحرب، وبالتالي يريد هدايا مجانية من المقاومة تعطيه قدراً من مساحات المناورة والتقاط الأنفاس التي يحافظ من خلالها على حكومته المتطرفة، وتسكين الشارع الإسرائيلي المنقسم، والسيطرة على بذور العصيان المتنامي داخل المؤسسة الأمنية!!

الوقت في غزة صعبٌ للغاية؛ لكنّ أنصاف الحلول لن تخفف من الواقع الصعب؛ ولكنها ستهيؤه فقط لواقع أشد صعوبة بعد انتهاء أمد الهُدن المؤقتة؛ ولهذا لا حل إلا بالثبات على مواقف التشدد في المفاوضات والإصرار على وقف الحرب، والانسحاب الكامل من غزة.

جديرٌ بالانتباه أنَّ الوقت ليس سيفاً مصلتاً على غزة فقط؛ بل هو أشدُّ قسوةً على الكيان كذلك؛ فالمساحة الممنوحة للكيان من الإدارة الأمريكية بدأت تتقلص بشكل واضح وعلني؛ بعد فشل الحسم لمدة 18 شهراً من خطوط الإمداد الجوية والبرية والبحرية، وما رافقها من مليارات الدولارات التي لم تعد للكيان هيبة، ولم تحقق له إنجازاً عسكرياً؛ وإنما فاقمت من عزلته، وتعميق الكراهية والبغض له في العالم كله !!!

الأوضاع غاية في الدقة وتحتاج منا كل تكاثف وتعاضد؛ والانتباه للتحركات المشبوهة التي ستحاول لوم المقاومة، وتحميلها فوق طاقتها، ليس اقتناعاً بهذا المسلك؛ وإنما تنفيذ لأجندات مشبوهة لها رأس يدار في أقبية المخابرات وأذرع آثمة على مواقع التواصل، وآذانٌ تسير بين الناس بالتوهين والتضعيف والإرجاف السخيف.

مطلوبٌ منا الصبر على مرارة ما نقاسي ولا تحتمله طاقة؛ ويقيننا أن الله سيجازينا على ذلك من الفتح والخير فوق ما ما كنا نرجو ونؤمل، فإنما النصر صبر ساعة.
﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا 💮 إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى