أخبار مصر

جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية

جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية

جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية

كتب / عمرو دسوقي هريدي

جريدة  “أخبار الشعوب ” ، بما تحمله من رسالة إعلامية رصينة، تسعى دائمًا إلى أن تكون عين القارئ على العالم، تتابع الأحداث الدولية والعالمية بمصداقية وموضوعية، كما تضع يدها على نبض الشارع المحلي لتنقل تفاصيله بلا زيادة أو نقصان. فهي لا تكتفي بسرد الخبر، بل تمنح القارئ نافذة حيّة على الواقع، ليعرف ما يدور حوله، ويعيش اللحظة كما هي، واضعة نصب عينيها أن الصحافة الحقيقية هي جسر يربط الناس بالحقيقة، أينما كانت. 

في مساءٍ امتزج فيه عبق الماضي بروح الحاضر، ارتدت قرية الرملة التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية ثوب السكينة بعد أن خلعته سنوات من الخلاف، حيث شهدت أمس الإثنين ٨ سبتمبر ٢٠٢٥، واحدة من أكبر الجلسات العرفية التي جمعت بين عائلتين كان بينهما ما كان من شقاق.
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
تحت سقف بيت العمدة الحاج السيد حجاج، اجتمعت القلوب قبل الأجساد، وتعانقت الكلمات قبل الأيادي، بعدما تصدّر المشهد حكماء العرف ورجال الخبرة، يقودون مركب الصلح إلى برّ الأمان. وانتهى الجمع إلى طيّ صفحة الخلاف، والتنازل عن المحاضر الرسمية، وإقرار شرط جزائي يردع كل من تسوّل له نفسه العودة إلى مسالك الفتنة.
ولكي يكون العهد أوثق من الحبر وأبقى من الورق، أقسم كبار رجال العائلتين على كتاب الله، وكأنهم يزرعون بذور سلامٍ جديد في أرضٍ عطشى للطمأنينة.
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
لقد بدأت الشرارة  منذ ثلاث سنوات ، ثم ما لبثت أن استحالت إلى لهب أضرّ بالطرفين، وبلغت الأمور حدًّا لا يُحمد عقباه، مخلفة بعض الإصابات، حتى جاءت يد العقلاء لتطفئ النار بماء الحكمة، وتعيد للنفوس ما فقدته من صفاء.
جلسة الأمس لم تكن مجرد صلح، بل كانت لوحة إنسانية مهيبة شارك في رسمها شيوخ المجالس العرفية من شتى ربوع الجمهورية: شيخ العرب الحاج نجاح خاطر، الحاج فتيان خاطر، الحاج حسن الغزاوي، الحاج مصطفى ربيع، الحاج محمد جودة، الحاج حسن العربي، الحاج محمد شريف، الحاج أشرف عتمان، والحاج حمدي الحسيني سعود. كما زين الحضور عدد من القيادات البارزة: اللواء إبراهيم عجلان، اللواء عبداللطيف أبو الخير، ,وبحضور الكاتب الصحفي عمرو دسوقى هريدي وحضور ممثلى جمعية صوت الرملة الخيرية إلى جانب حضور الحاج عبدالغفار قربة، الحاج دسوقي نور الدين، الحاج عبدالقادر هدهود، الشيخ كمال الباجوري، الحاج عبدالمنعم الديب، والحاج خالد جرف، إضافة إلى لفيف من وجهاء القليوبية وأبناء القرية.
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
وهكذا ارتفعت رايات التسامح والوحدة، وأُسدلت ستائر الخلاف، ليبقى في ذاكرة الرملة أن صوت الحكمة يعلو دائمًا على ضجيج النزاع، وأن الصلح خير، يكتب للأجيال دروسًا في أن المحبة لا تُهزم ما دام هناك رجال يوقظونها من سباتها.
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
وهنا لا يسعنا إلا أن نُذكِّر بأن المجالس العرفية، إذا غُسلت قلوبها بماء الإخلاص، وتجردت نواياها لوجه الله، تحولت إلى جداول من الصفاء تسقي النفوس العطشى للطمأنينة. عندها يكتب الله لها النجاح، ويبارك خطواتها، فتكون كالمفاتيح التي تفتح مغاليق القلوب، وتذيب ما تراكم فيها من جليد الأحقاد، حتى تعود الأرواح نقيّة كالصفحات البيضاء.
ولذلك، فإن الإخلاص والحياد في مثل هذه الجلسات هو الحجر الذي تُبنى عليه جسور الصلح، وهو الزيت الذي يضيء مصابيح الود في ظلمات الفتنة. وقد قال تعالى: “لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس”، وما اجتمع قوم على كتاب الله إلا أظلهم برحمته، كما أخبر النبي ﷺ أن إصلاح ذات البين خير من الصلاة والصيام والصدقة، وأن فسادها حالقة تحلق الدين ولا تحلق الشعر.
وهكذا، أُسدلت ستائر الخلاف، وطويت صفحاته كما يُطوى كتاب مثقل بالأسى، وسُجّل في ذاكرة القرية أن “الرملة” ليست ساحة خصام، بل روضة للتسامح، تعرف كيف تحوّل الشوك إلى زهر، والخصام إلى سلام، لتبقى منارة يُحتذى بها في لمّ الشمل، ووحدة الصف، وصناعة الأمل من رحم الألم.
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
جلسة صلح كبرى تطفئ نيران الخلاف بين عائلتين في قرية الرملة بالقليوبية
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى