
تأملات فى قضية الرزق
كتب عمرو دسوقي هريدي
عزيزيى القارىء , يرتبط الرزق في عقول كثير من الناس بالمال والثراء والمكاسب المالية والممتلكات التي يحصل عليها الإنسان، وتأتيه من غير عناء ولا تعب.. وترى فئة الرزق بزوج وذرية، ومناصب تأتيه دون عناء وجهد!
– وينسى كثير من الناس أن الرزق معنى أعظم وأكبر من مكتسبات مالية ومناصب وحالة اجتماعية.
– نعمة الأهل والصحة، والصحبة الصادقة والصالحة والوفية أعظم الرزق..
– الرزق.. تلك الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، وهذه الأخلاق لا ترتبط بثراء ولا مناصب.. ولا عمر ولا قبيلة.. احترام الآخرين، الوفاء، الصدق، الإخلاص الأمانة التواضع وغيرها من معاني وقيم الأخلاق.. النية الطيبة والصادقة والنظيفة رزق..
– القناعة بما يملكه الإنسان من عطايا الخالق سبحانه.. رزق، والرضا بما أعطاه الله سبحانه وتعالى بعد السعي الحلال والمقبول رزق..
– عدم الحسد، والحقد ونكران الجميل والمعروف، من أعظم أشكال الحرمان من جميل معاني الأخلاق والرزق..!
– الرزق بأن تملك أشياء بسيطة تستمتع بها بحب ومع من تحب في كل وقت.. الرزق بجلسة صحبة وفية وحديث لا يمل، الرزق بالاستمتاع بمذاق طعام بسيط، واحتساء قهوة وشرب كوب من الشاي في بساطة وبشاشة وحب وفي مكان أجواؤه نقية، وبعفوية ونقاء قلوب بيضاء من البشر..
– الرزق بعمال وموظفين يخلصون العمل لأصحابهم ومن يعملون عندهم من عوائل ومن مسؤولين.. يخلصون لسنوات وسنوات….
– الرزق بالعطاء والمنح.. دون تردد وبسعادة وحب.. يعود أضعافا وأضعافا..
-الرزق أن تجد في طريقك وتحرك من هم بحاجة لك.. ومن تأخذ بيدهم لضفة أخرى تسعدهم وتنجيهم..
– الرزق أن تكون صاحب منصب.. تستطيع من خلاله خدمة الناس بحب وأمانة وإعطاء كل ذي حق حقه.. دون ظلم ودون منع لا مبرر له!
– الرزق محبة الناس للإنسان لذاته.. ودون سبب.. ودون مصلحة ودون غايات دنيوية زائلة.. يسألون عنه بحب، ويفتقدون صوته ووجوده وحضوره بشوق..
– الرزق محبة ترافق الإنسان وتستمر معه سواء كان بمنصب وكرسي.. أو دون منصب،.. وسواء كان صاحب قرار.. أو لا يملك أي قرار.
– الرزق هبات وعطايا ربانية يمنحها الله سبحانه الرزاق لعباده من يصطفيهم ويختارهم لأنواع الرزق وأشكاله..
– هناك من يحاول أن يكسب محبة الآخرين بمبالغة في العطاء، ومبالغة في التكلف والتصنع، وفي نفاق علاقات بعيد كل البعد عن الواقع والحقيقة والعلاقات الإنسانية السوية والصادقة والمحبة. هناك من يبادر ويتقدم ويأتي ليس حبا بالإنسان وذاته وإنما غاية في منصب يملكه.. ومصلحه يقدمها..
في ملف العلاقات وفي ملف الذكريات وفي ذاكرة السنوات والوجوه.. لا نبحث عمن غادر وهجر دون سبب … وإنما نبحث عن أولئك الذين نجدهم في كل الظروف والأحوال والمواقف.. فهم الرزق الأعظم الذي لا يُقدر بثمن.. أما أولئك الذين رحلوا بسبب في مخيلتهم أو بدون سبب.. فهم من كانوا قربا مصلحة.. ومن كانوا تواجدا وحضورا غاية في نفوسهم..!
لنحمد الله على كل أشكال الرزق والعطايا التي لا يملك أن يمتلكها الإنسان بمال ولا بنفاق ولا حلو الحديث..
