
ماهية الحرية فى عيون الشباب..
يعتبر موقع وجريدة أخبار الشعوب بوابة إخبارية شاملة تقدم أحدث أخبار العالم ومصر والدول العربية، وأخبار الرياضة والفن والإقتصاد والسياسة وخدمات الطقس والوظائف والأسعار, وأهم التقارير الصحفية والمقالات والتحقيقات الهادفة .
تحقيق عمرو دسوقى هريدي
تختلف ماهية الحرية عند الشباب وتتنوع، طبقاً لنشأته وتربيته ، فهناك من يلتزم بعادات مجتمعه وتقاليده، والقيم الذي نشأ فيها، ويتجه البعض إلى تقليد الآخرين من دون وعي، في غياب الرقابة الأسرية في هذه السن الحرجة، حيث يرسم الشباب طريقهم ويحددون ميولهم. واتفق عدد من الشباب على أن الحرية تقف عند حدود حريات الآخرين، ويجب أن يكون هناك نوع من التوجيه والمتابعة للشباب في هذه الفترة، ففي النهاية يتحمل الشباب نتيجة اختيارهم واتجاههم، ولكن بشكل أو بآخر تدفع الأسرة سبب تخليها وعدم توجيهها للشاب في هذه الفترة الحرجة. محمد سامى شاب بكلية هندسة يؤكد أن الحرية لا بدّ أن تكون مصحوبة بحسن الخلق والالتزام، سواء في التعامل مع الأصدقاء أو الأهل، ويقول : «على سبيل المثال عندما أمزح مع أصدقائي، يجب أن تكون هناك حدود، حتى لا أتسبّب لهم في ضيق بالألفاظ، وبالنسبة لأهلي يعطونني حرية مع ضوابط، فهم يسمحون لي بالخروج مع الأصدقاء، مع مراعاة عدم السهر لأوقات متأخرة، وأنا بطبيعة الحال أفضل البقاء مع أسرتي وأقاربي في أيام العطلات، وعن اختياري للتخصّص في الجامعة ترك لي أهلي حرية الاختيار وتحديد مستقبلي، وقبل اختيار التخصص، حضرت مع زملائي بعض المحاضرات في قسم الهندسة، ولكن وجدته صعباً ولا يتناسب مع ميولي وقدراتي، فقررت الالتحاق بالمحاسبة، وكان أهلي تاركين لي مطلق الحرية في الاختيار». يرى عبد الله االسيد (طالب) الحرية كارثة كبيرة، إذا لم تكن مصحوبة برقابة من جانب الأهل، ويقول : «عندما يضع لي والداي حدوداً للحرية، لا ألتزم بها بالشكل الكامل، لأنها تقيدني، فعندما لا يجد الشخص مراقبة على أفعاله، ينطلق بلا حدود، وبالنسبة لي لا توجد ضوابط نابعة من داخلي، فإذا لم أجد توجيهاً ورقابة، فربما وقعت في أخطاء كثيرة تحت مسمّى الحرية، ووقتها أدرك الخطأ وأتعلم من تجربتي، ومن وجهة نظري يجب أن تكون هناك مراقبة من جانب الأهل وتوجيه ونصح بشكل مستمر، وفي سني حالياً ربما أكون منجرفاً نحو الأشياء السلبية، وأتأثر بشكل كبير بأصدقاء السوء، ومن الممكن مع مرور الوقت أن أعيد تفكيري وأصبح أكثر التزاماً. أما أحمد طارق (طالب)، فيقسم الحرية إلى نوعين: حرية مقيدة وأخرى مطلقة، ويضيف: «هناك قرارات يجب أن يتخذها الشاب بكامل حريتهم ورغبتهم، كاختيار التخصص الذي يدرسونه، لأنهم يعرفون ميولهم ورغباتهم، والتخصص الذي يستطيعون أن يتميزوا فيه، كذلك اختيار الملابس وقصة الشعر، في حدود عادات المجتمع الذي يعيش فيه، وتقاليده، وهناك حرية مقيدة يجب الالتزام فيها بتعليمات الأهل، لأن لديهم خبرة أكبر، ومروا بتجارب عدّة لا يريدون أن نقع فيها مرة أخرى». يرى كامل عبد الهادى (طالب) أن للحوار والنقاش بين الأهل والأبناء أهمية كبيرة، للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، ويؤكد: «عندما أريد اتخاذ قرار، وصادفت اعتراضاً من جانب الأهل، يجب أن يعرض كلا الطرفين وجهة نظره ورأيه والإيجابيات والسلبيات، ربما أكون على خطأ وأقتنع برأيهم أوالعكس، أما أسلوب إعطاء الأوامر من دون مبرر أو لمجرد الطاعة فقط، فهو أسلوب مرفوض، ويأتي بنتائج عكسية، ويجعل الشاب شخصيته ضعيفة , وليس لديه ثقة بالنفس، ولا يستطيع اتخاذ قرار مهما كان بسيطاً، كما أن الإفراط في الحرية بلا اعتبار لقيود مقبولة واحترام للعادات والتقاليد، يُعدّ أمراً غير مقبول نهائياً، وله عواقب وأضرار وخيمة».
بدأ محمد عبد الغفار (طالب) حديثه بعبارة: «أنت حرّ ما لم تضرّ» وقال: «الحرية تقف عند حدود حقوق الآخرين، ولكن الفرد لا يعيش بمفرده في المجتمع، وربما يتخذ قراراً خاصاً، به ولكنه يعود بالضرر على الآخرين، في هذه الحالة يجب إعادة النظر في القرار ومحاولة الوصول إلى حل يرضي الجميع، فمثلاً أرى اختيار شريكة العمر قراراً فردياً يجب علي اتخاذه بكامل حريتي ومن دون تدخل من أي فرد، لأنه يرتبط بمستقبلي، ولكن أسمع نصائح الآخرين، ربما يوضحون لي شيئاً لم أكن منتبهاً له، ومن هنا أبدأ في التفكير مرة أخرى، وأتحمل بمفردي نتيجة قراري الإيجابية أو السلبية، ولا شك أن الفرد يتعلم من أخطاء المحيطين به وتجاربهم». ترجع لمياء الجندى (طالبة) مفهوم الحرية إلى طبيعة كل شخص والبيئة التي نشأ فيها وتقول : «مفهوم الحرية يعتمد على ما زرعه الأهل داخل الفرد، ويرجع إلى عادات المجتمع وتقاليده، فيجب أن يكون داخل كل فرد وازع ديني وأخلاقي، يرشده إلى الطريق الصحيح، وبرغم الانفتاح الذي نعيشه حالياً مع وجود التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي التي عززت حرية الاختيار وجعلت من السهل على الفرد مخالطة ثقافات مختلفة، وهنا يأتي دور العقل والتفكير والوعي، والانتقاء من بين هذه الثقافات المفيدة، والبعد عن الأفكار السلبية التي تبثّ من خلال هذه الشبكة العنكبوتية». تؤكد سناء الشيمى (طالبة بكلية الألسن ) اقتران الحرية بتعاليم الإسلام، وترى أن جميعها جاءت في مصلحة الفرد والمجتمع، تقول : «أرى أن الحرية مفهوم محوري يتنوع بحسب شخصية الفرد، فهناك بعض الأشخاص يرون أن راحتهم أن يكونوا تابعين، ولا يفضلون اتخاذ القرارات بأنفسهم، حتى لا يتحملوا النتائج المترتبة عليها، بينما نجد بعض الأشخاص لديهم شخصية قوية، وهم من يحددون كل شيء على حسب رغباتهم، وبالنسبة لي أعدّ من الشخصيات التي تتخذ القرار من دون استشارة أحد، وأتحمل نتيجته كاملة، ولكن ذلك لا يمنع استماعي لنصائح الآخرين، ومن الممكن العمل بها إذا كانت تناسبني». ترفض إسراء الجوهرى (طالبة) ، الحرية التبعية والتي تعني التقليد الأعمى، وتضيف: «هناك بعض الشباب يريدون مواكبة الموضة حتى إذا لم تناسبهم، لمن لكي يطلق عليهم متقدمين أو متحضرين فقط، كما يقلدون الغرب في الأشياء السلبية تحت مسمّى الحرية، فهذا مرفوض تماماً، لأن لدينا عقلاً ينبغي أن يدرك ويفكر ويميّز الصواب من الخطأ، ويجب أن ينتقي الأشياء التي تبني ولا تهدم، على هذا الأساس يعمل على التقليد الإيجابي وليس السلبي، وبعض الشباب يرى أن اختيار الملابس وعدم الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي حرية، ولكن هذا مفهوم خطأ، ويجب أن تكون هناك حرية في التعبير عن الرأي، واتخاذ قرارات فردية تخص الشاب بمفرده ولا تؤثر في الآخرين». تقول جيهان سعد (طالبة بجامعة القاهرة ) : «يجب أن يكون هناك حرية في كل جوانب حياتنا، سواء اختيار التخصص الدراسي أو الأصدقاء أو الملابس أو شريك الحياة، ولكن يجب ألا تكون مطلقة، حتى لا تؤدي إلى الفوضى، ولذلك تجب مراعاة تعاليم الدين الإسلامي وطبيعة البيئة التي نعيش فيها. مثلاكنت مع أهلي وأردت شراء نظارة، واخترت إحدى النظارات التي وجدتها متناسبة مع وجهي ورغبتي، بينما اعترض أهلي على شكلها وأخبروني أنها لا تتماشى معي، وحاولوا إقناعي بتغييرها، ولكنها أعجبتني، لذلك صمّمت على رأيي الذي لم يضرّ أحداً واشتريتها». فى النهاية أكدت هيام محمد أهمية الحوار بين الآباء والأبناء وأهمية التوعية الأسرية بخصوص الولاء والانتماء للوطن وبناء جيل لديه مناعة ثقافية لا يتأثر بالأفكار الهدامة ويغرس بداخله أسس ومبادئ الحرية حتى لو انتقل الشاب إلى أي مكان آخر يكون بينه وبين نفسه ميثاق وحدود للحرية بحيث يجب ألا تتعدى حدود وحقوق الآخرين واحترام العادات والتقاليد».
اقرأ ايضا
مخاطر السوشيال ميديا على المجتمع
