أخيرًا انتهى عام 2024 !!!
أخيرا انتهى عام 2024 !!!
أحمد سلامة التهامي
الشعوب.. ودعنا العام الصعب ، عام 2024 الذي شهد أحداث صعبة و أليمة مرت على عالمنا العربي على وجد التحديد ،حيث استمر النزيف الفلسطيني لعامه الثاني و ازدادت أعداد المصابين و الشهداء ، مع زيادة نسبة الدمار لقطاع غزة الذي قارب على أن يكون كمدن الأشباح من حجم الدمار و التخريب الذي وقع به ،و إن زاد على الوجع الفلسطيني فقدان الصف الأول لقادة المقاومة في غزة ، حيث تم اغتيال إسماعيل هنية في طهران ، و استشهاد خلفه يحيى السنوار في إحدى المواجهات المسلحة داخل القطاع .
و لم تكن لبنان بعيدة عن ما أصاب فلسطين حيث استباحت إسرائيل الأراضي اللبنانيه في إطار محاولة إنهاء أي دعم لفلسطين و سعيا وراء انهاء المقاومة اللبنانية ، وإن كانت لبنان قد شهدت الهجوم الإلكتروني النوعي حيث تمكنت إسرائيل من تعقب أجهزة “البيجر” الخاصة بأعضاء حزب الله اللبناني و من ثم تفجيرها بما عرف بإسم “هجوم البيجر ” و الذي أدي لحدوث و فيات و إصابات عديدة في صفوف أعضاء المقاومة الإسلامية اللبنانية و ذويهم . و أعقب ذلك إغتيال السيد / حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله حيث تم الهجوم على إحدى مقرات الحزب بالضاحية الجنوبيه لبيروت خلال وجوده مجتمعا بقيادات الحزب، و اعقب ذلك إغتيال السيد / هاشم صفي الدين خليفة نصرا الله ، و بحسب تقارير التلفزيون الإسرائيلي ” القناة 12″ أنه تم التخلص من الصف الأول بالكامل لحزب الله .
و أبت اليمن بقيادة السيد/ عبدالملك الحوثي أن تبتعد عن المشهد حيث تم إطلاق المسيرات و الصواريخ منها على أماكن جيش الإحتلال الإسرائيلي و أهداف عده له ، كما هاجمت سفن و وحدات بحريه أمريكية و لعدة دول أخرى بالبحر الأحمر،الأمر الذي أدى بدوره لإتساع نشاط إسرائيل العدواني بالمنطقه حيث نال اليمن ما نال لبنان و فلسطين و سورية بل وإيران من العدوان و العربدة الإسرائيلية بالدعم الأمريكي الكامل و الصمت العربي المطبق .
و لإكتمال الأحداث الجسيمة بهذا العام الذي رفض أن ينتهي قبل حدث مهم و هو سقوط آخر نظام حكم قومي عربي ، حيث تراجع الجيش العربي السوري أمام الميلشيات المسلحه المدعومة من تركيا و بعض دول الخليج و سقطت دمشق في قبضة الجماعات المصنفه كمنظمات إرهابية ، معلنة بذلك نهاية الحرب الأهلية السورية ، و نهاية حكم حزب البعث السوري ، و نهاية شعار أمة عربية واحدة. فبعد القصف الإسرائيلي و الغارات على دمشق و أهداف عدة للجيش العربي السوري ، و ما خلف عنها من دمار و إستشهاد مدنيين و عسكريين ، بحجة القضاء على عناصر المقاومة اللبنانية و الفلسطينية و عناصر الحرس الثوري الإيراني الداعم لهم ، فوجئ الجميع بهجوم على الحدود التركية السورية من قبل بعض الميلشيات وكان الأمر الغريب هو الإنسحابات الغير متوقعة لقوات الجيش العربي السوري ، الأمر الذي فتح التكهنات و إحتماليات حدوث صفقات بل و حدوث خيانات في صفوف الجيش ، مما أدى في النهاية لإجلاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا و سقوط النظام بعد حرب أهلية انهكت سوريه و أهلها و جيشها ، و تولى الأمر بسوريه أمير جبهة النصرة ” المصنفة كجماعة إرهابية” أبو محمد الجولاني و الذي بات يعرف الآن باسم القائد أحمد الشرع ، و كعادة إسرائيل بالعام المنصرم تم اجتياح الحدود السورية الإسرائيليه و أعيد إحتلال بعض المدن و الأراضي السورية حتى باتت القوات الإسرائيلية على بعد 25 كيلو متر من مدينة دمشق بحسب تقارير هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” .
و تشهد السودان هي الأخرى مأساة إنسانية ، حيث تشهد معارك ضارية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حميدتي ، مما أدى لوقوع تلك الحرب بين أهل شمال السودان . الأمر الذي أدى لنزوح الآلاف من المدنين من أماكنهم ، بجانب الظروف المعيشية القاسية لأهل السودان ، بجانب وقوع القتلى و الجرحى في صفوف المدنيين و الأكثر إيلاما حوادث الإغتصاب و العنف ضد النساء ، و حوادث القتل بدم بارد و إعدامات للمدنين من الشعب السوداني المغلوب على أمره بين صراعات السياسة و أطماعها