تحذير من خطر مكمل غذائي شائع: مخفوقات البروتين قد تزيد احتمالية الإصابة بسرطان القولون

تحذير من خطر مكمل غذائي شائع: مخفوقات البروتين قد تزيد احتمالية الإصابة بسرطان القولون
نهى عراقي
الشعوب.. أصدر أحد أبرز اختصاصيي السرطان في المملكة المتحدة تحذيراً بشأن التأثير السلبي لتناول مخفوقات البروتين بشكل منتظم، مشيراً إلى أنها قد تُساهم في زيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً.
وفقاً لدراسات حديثة، شهد العالم خلال العقود الثلاثة الماضية ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 80٪ في حالات تشخيص سرطان القولون بين الشباب. ويُعزى هذا الأمر إلى مجموعة عوامل معقدة، تشمل التلوث، السمنة، وحتى التعرض لجزيئات البلاستيك الدقيقة في مياه الشرب. لكن مؤخراً، برزت مخاوف جديدة حول دور مساحيق البروتين في هذه الظاهرة المقلقة. التأثير السلبي لمساحيق البروتين على صحة الأمعاء الدكتور جيمس كينروس، جراح القولون والمستقيم بكلية إمبريال لندن، أكد في تصريحات لموقع LadBible أن استخدام مكملات البروتين على نحو غير محسوب قد يؤدي إلى التهابات ضارة تُحفّز الإصابة بسرطان القولون.
وأوضح أن عملية تكسير الجسم للبروتينات الموجودة في هذه المساحيق ينتج عنها سموم تُسبب التهابات مزمنة وتُعزز فرص تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.
كما أشار إلى تأثير هذه المساحيق على ميكروبيوم الأمعاء — وهو مجموعة البكتيريا النافعة بالجهاز الهضمي، حيث تُحدث تغييرات عميقة تؤدي إلى اضطرابات والتهابات قد تضر بالحمض النووي للخلايا وتزيد خطر الإصابة بالسرطان.
الأطعمة فائقة المعالجة: تهديد إضافي لصحة الأمعاء أثبتت الأبحاث أن الأنظمة الغذائية المرتكزة على الأطعمة فائقة المعالجة، مثل مساحيق البروتين، تُخلّ بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء. هذه التغيرات تُسبب التهابات طويلة الأمد يمكن أن تتطور لتسبب أمراضاً خطيرة، من بينها سرطان القولون. لذلك، يُوصي الدكتور كينروس بتجنب هذه المكملات الغذائية والاعتماد بدلاً منها على مصادر طبيعية للبروتين، مثل البقوليات.
اللحوم المصنّعة ودورها في زيادة خطر الإصابة بالسرطان حذر الدكتور كينروس أيضاً من تناول اللحوم الحمراء المصنعة مثل اللحم المقدد والنقانق، مشيراً إلى وجود ثلاث مواد كيميائية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون: الحديد الهيمي، النترات، والأمينات.
رغم أن النترات بحد ذاتها ليست مسرطنة، إلا أنها قد تتفاعل داخل الجهاز الهضمي لتكوين مركبات تضرّ بالخلايا. وشدد على أهمية الحد من تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بأنواع بروتين أخرى كالدجاج أو السمك الأبيض.
دور المواد المضافة والأغذية المعالجة في تدهور صحة الأمعاء التقنيات الحديثة التي تُصاحب إنتاج الأغذية المُعالجة أظهرت ارتباطاً بين المكونات المُضافة، مثل المستحلبات الغذائية، وتزايد حالات سرطان الأمعاء. مثال على ذلك مستحلب، “كاراجينان” المستخدم في العديد من مخفوقات البروتين الجاهزة؛ أظهرت دراسات أنه يتحلل داخل المعدة إلى مادة سامة تُسبب تقرحات والتهابات بالأمعاء وتقلّل التنوع الميكروبي، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
أنماط تغير معدلات الإصابة بسرطان القولون عبر الفئات العمرية بينما كان سرطان القولون يُعتبر مرضاً يُصيب كبار السن، هناك اتجاه ملحوظ نحو تزايد الحالات بين الشباب في العشرينيات والثلاثينيات وحتى الأربعينيات.
تُشخص سنوياً 32,000 حالة جديدة في المملكة المتحدة وأكثر من 142,000 حالة بالولايات المتحدة، مما يُبرز التحديات الصحية المستمرة. وأكدت دراسة حديثة أن المنتجات مثل مخفوقات البروتين الجاهزة لا تختلف صحياً عن الأطعمة فائقة المعالجة مثل شوكولاتة Kinder Joy، على الرغم من تسويق الأولى كمنتجات “صحية”.
أفاد الباحثون أن الاستهلاك المفرط لهذه الأطعمة يُزيد من خطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة بشكل ملحوظ.
