منهجيّة تحديد نوع المجاز «المجاز اللغوي: “الاستعارة بِنوعيها المجاز مرسل” المجاز العقلي»
منهجيّة تحديد نوع المجاز (المجاز اللغوي: “الاستعارة بِنوعيها، المجاز مرسل”/ المجاز العقلي):
كتبه: علاء الدين قسول.
1_ استهداف العبارة الخاصة التي تحمل المجاز من أصل العبارة العامة؛ مثل:
• المثال “أ”:
✓ “فِي الرّوض، ترعى الماشية الْغَيثَ”، نحدّد منها عبارة: “ترعى الْماشية الغيث.”
• المثال “ب”:
✓ قال تعالى:
“وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَاب{36، غافر}؛ نحدّد منها عبارة: “يا هامانُ ابْنِ.”
2_ رفع العبارة إلى التَّخَيُّل، ثُمَّ الفصل بين الخيال والحقيقة بالقرينة (اللّفظية، العقلية، الحاليّة)؛ مثل:
• المثال “أ”:
•على سبيل التخييل: الماشية ترعى/ تأكل الغيث (حبّات المطر.)
•على سبيل الحقيقة: الماشية ترعى/ تأكل العُشب.
•القرينة التي وقفت بين الخيال والحقيقة، فمنعت إرادة المعنى الحقيقي “لفظيّة” هي: الفعل “رعى.”
• المثال “ب”:
•على سبيل التخييل: “هامان” يبني بنفسه الصّرح.
•على سبيل الحقيقة: “خدم هامان” يبنون الصّرح.
•القرينة التي وقفت بين الخيال والحقيقة، فمنعت إرادة المعنى الحقيقي “عقليّة”، حيث اتّضح لنا منطقيّا –من خلال السّياق- أنَّ فعل البناء مَوْكُولٌ إلى “الخَدَم” بدل “هامانَ” نفسِه وهو الوزير المرمُوق.
3_1_ تحديد العلاقة الإسنادية (فعل وفاعل) في حالة المجاز العقلي؛ مثل:
• المِثال “ب”:
• المجاز يقع داخل الدائرة الإسنادية بين المسند إليه (الفاعل): “هامان”، والمُسند (الفعل): “ابنِ”.
3_2_ تحديد اللفظ بعينه (الذي يقع خارج العلاقة الإسنادية غالِبًا) في حالة المجاز المرسل؛ مثل:
• المثال “أ”:
• المجاز يقع في لفظ “الغيث” خارج الدائرة الإسنادية “رعت الماشية”، حيث وُقّع لفظ “الغيث” في غير ما وضعَ لَهُ.
4_ تحديد العلاقة في المجاز (بنوعيه) بين الْحقيقة الواقعة في خانة اللّفظ، والخيال الواقع في خانة التّخييل؛ مثل:
▪ المثال “أ”:
• العلاقة بين اللفظ الدّال على المجاز “الغيث/ حبّات المطر” واللفظ الدّال على الحقيقة “العشب” هي: علاقَةٌ سببيّة، حيث ذُكِر السّبب: “الغيث”، وأراد المسبَّب: “العشب.”
▪ المثال “ب”:
• أُسنِد الفعل “ابْنِ” إلى الفاعل “هامان” على سبيل المجاز، وهو فاعل مجازيّ، بمنزلَةِ سببٍ للفاعلِ الحقيقيّ، لِتكون العلاقة بينهما “سببيَّة”، فأسندنا – بهذا- الفعلَ إلى سبَبِ الفاعل الحقيقي بدل الفاعل الحقيقيّ نفسِه، فالأصل في الإسناد “الإسناد الحقيقي” أن نقول: “يا خدم هامان ابنُوا”، فهامانُ كان “سببا” في بناء الصّرح إذ ألقى بأوامر “فرعون”/ أوامره إلى “الخَدم” قصد بناء هذا الصّرح.
5_ استشعار الذّوق لتحديد علاقات المجاز بأنواعه (العقلي، اللغوي “الاستعارة بنوعيها، المجاز المرسل”/ المجاز العقليّ؛ مثل:
▪ المثال “أ”:
• العلاقة بين اللفظ الدّال على المجاز “الغيث/ حبّات المطر” واللفظ الدّال على الحقيقة “العشب” هي: علاقَةٌ سببيّة، حيث ذُكِر السّبب: “الغيث”، وأراد المسبَّب: “العشب، وليست بعلاقة مشابهة، كقولنا: “رعت الماشية الغيث كَالْعُشبِ”، فهذه الأخيرة علاقة مشابهة [لا يستسيغها الذّوق البلاغي وَلا يرضاها]، لذا فهي تخرج عن المشابهة لتقع في سببيّة المجاز المرسل.
▪ المثال “ب”:
• العلاقة بين “هامان” و”الخدم” في البناء سببيةٌ -كما سبق ذكره- وليست بعلاقة مشابهة بين الإسنادين المجازي والحقيقي، كقولنا: “بناء هامان كبناء الخَدَم”، فهذه الأخيرة علاقة مشابهة [لا يستسيغها الذّوق البلاغي وَلا يرضاها]، لذا فهي تخرج عن المشابهة لتقع في سببيّة المجاز العقلي بإسناد.
➢ مستودَع المفاهيم الْبلاغيّة المُرافِقة لِتطبيق المنهجيّة:
وردت في كتاب البلاغة الواضحة للمؤلِفَيْنِ: “علي الجارم” و”مصطفى أمين” المفاهيمُ الآتية:
مجلة نجوم مصر
o المجاز اللغوي: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لِعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمجازي قد تكون المشابهة، وقد تكون غيرها، أما القرينة فلفظية أو عقليّة أو حاليّة؛ يدخل تحت مظلّته: الاستعارة بنوعيها والمجاز المُرسل.
o المجاز المرسل: كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لِعلاقةِ غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي للفظ.
o المجاز العقلي: إسنادُ الفعل أو ما في معناه إلى ما هو له لِعلاقةٍ مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقيّ.