مرض تحلل البشرة السمّي مرض خطير ونادر

مرض تحلل البشرة السميّ مرض خطير ونادر
نهى عراقي
الشعوب.. متلازمة ستيفنز جونسون “التحلل السمي الجلدي” تُعد من الاضطرابات النادرة والخطيرة، حيث تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية. غالبًا ما تنجم عن تفاعلات دوائية، وتبدأ بأعراض شبيهة بالإنفلونزا، يتبعها طفح جلدي مؤلم، ثم بثور، وبعدها تموت الطبقة العليا من الجلد المصاب وتتساقط، لتبدأ عملية الشفاء على مدار عدة أيام.
البشرة، رغم كونها الحامي الرئيسي للجسم، تتحول في بعض الحالات النادرة إلى مصدر تهديد صحي خطير، كما هو الحال مع مرض التحلل السمي الجلدي.
هذا المرض يُعتبر من أخطر الأمراض الجلدية التي تؤدي إلى تقشر الجلد بشكل واسع ومؤلم، مما يعرض المريض لمضاعفات قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة ودقة.
التحلل السمي الجلدي: نظرة عامة التحلل السمي الجلدي، أو ما يُعرف علميًا بمتلازمة ستيفنز جونسون وتطورها إلى الحالة الأكثر حدة المسماة بالتحلل البشروي السمي، هو مرض نادر وشديد يؤدي إلى انفصال الطبقات العليا من الجلد عن الطبقات الداخلية نتيجة استجابة مناعية عنيفة.
هذه الحالة تتسبب بتقرحات بمناطق واسعة وتقشر يشبه الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة. بسبب خطورتها، يُعد المرض من الطوارئ الطبية التي تتطلب دخول المريض للمستشفى، ويفضل في وحدات الحروق أو العناية المركزة.
الأسباب الرئيسية للتحلل السمي الجلدي تظهر هذه الحالة غالبًا نتيجة تناول أدوية معروفة بتحفيز تفاعلات مناعية شديدة، ومنها: المضادات الحيوية مثل تلك التي تنتمي لفئة السلفا.
أدوية الصرع مثل الكاربامازيبين والفينيتوين. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالإيبوبروفين.
أدوية النقرس مثل ألوبيورينول. في بعض الحالات، قد لا يُحدد دواء معين كسبب مباشر، ولكن يكون للعوامل الوراثية أو المناعية دور في زيادة الاستعداد للإصابة بهذه التفاعلات التي تهاجم خلايا البشرة بشكل مباشر وسريع.
الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها تبدأ الأعراض عادةً بشعور مشابه للإنفلونزا مثل الحمى والإرهاق والصداع والتهاب الحلق. تعقب هذه المرحلة ظهور طفح جلدي مؤلم مع بقع حمراء على الجلد تتطور بسرعة إلى فقاعات مائية أو تقرحات واسعة، يصاحبها تقشر جلدي جزئي أو كامل. تمتد التأثيرات أيضًا إلى الأغشية المخاطية في العينين، الفم، والمناطق التناسلية، مما يزيد من شدة الألم ويؤدي أحيانًا لصعوبة في البلع أو التبول.
لماذا يُعتبر التحلل السمي حالة تهدد الحياة؟ تتجلى خطورة المرض في أن فقدان الجلد لوظيفته الأساسية، مثل الحفاظ على درجة حرارة الجسم ومنع تسرب السوائل ومقاومة العدوى، يضع الجسم في حالة حرجة للغاية.
عندما تنفصل طبقات الجلد وتتعرض الأنسجة الداخلية للبيئة المحيطة، يصبح المريض عرضة لفقدان السوائل بجانب جفاف حاد، انخفاض ضغط الدم، أو اختلال وظائف الكلى. وفي الحالات الشديدة قد تصل المضاعفات إلى الإصابة بتسمم الدم أو فشل الأعضاء المتعدد.
العلاج والرعاية المطلوبة تستلزم الحالة علاجًا فوريًا داخل المستشفى بمجرد تشخيصها. يتضمن العلاج: – وقف الدواء المسؤول (إن كان معروفًا).
تعويض السوائل والأملاح المفقودة.
توفير تغذية ملائمة للمريض.
منع العدوى باستخدام مضادات حيوية حسب الحاجة.
استخدام مراهم وضمادات خاصة لترميم الجلد. – العناية بالمناطق الحساسة مثل العينين والفم لتجنب الالتهابات والمضاعفات. وفي بعض الحالات الحرجة، قد يلجأ الأطباء لاستخدام علاجات مناعية مثل الجلوبيولين المناعي أو الكورتيزون بجرعات عالية، لكن تحت إشراف طبي دقيق.
الوقاية وأهمية المتابعة الطبية الوقاية تبدأ من معرفة الأدوية المسببة للحالة وتجنبها تمامًا إذا كان الشخص لديه تاريخ سابق للإصابة أو استعداد وراثي لهذه التفاعلات.
كما يُنصح المرضى بتحذير أطبائهم حول أي أعراض غير اعتيادية تظهر بعد بدء تناول دواء جديد. حمل بطاقة طبية تُبين اسم الدواء المسبب يمكن أن يكون أيضًا عامل أمان إضافي لعدم
