كيف سقطت عاصمة الخلافة الأموية … !!!
كيف سقطت عاصمة الخلافة الأموية … !!!
كتب : وائل عباس
الشعوب.. إن الأحداث المتسارعة التى تجرى على الأراضي السورية اليوم ؛ ما هى إلا تحرك لقطع الشطرنج العالمى ردا على تحرك سابق من أحد اللاعبين الدوليين الذين يخوضون تلك المباراة ؛ والذى أستوجب الرد من اللاعب الآخر والذى لا يقل كفاءة عنه ؛ وأن كان يزيد فى المهارة وسرعة رد الفعل .
فبعد أنتقال مسرح العمليات من الأراضى الأوكرانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من المعسكر الشرقى بقيادة الروس ؛ فى لعبة أحترافية لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ؛ كان الرد بمنتهى المهارة والحرفية إلى الأراضي السورية على يد المعسكر الغربى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
أن المعركة التي دارت رحاها على الأراضي السورية والتى يحاول المعسكر الغربى أن يجملها كما تجمل ” أم العروس أبنتها ” ليلة زفافها ؛ ليست ثورة ضد نظام علوي مستبد لأسقاط نظام ” بشار ” والذى قد يكون ظالما ومستبدا بالفعل ؛ ولكنها في حقيقة الأمر معركة رد الفعل وأحراز هدف التعادل فى مرمى الخصم .
حيث تحركت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل على عدة محاور للأستيلاء على الأراضي السورية ؛ وأضعاف نفوذ المعسكر الشرقى فيها وطرد الروس والإيرانيين وقطع الأمدادات عن حزب الله وأضعافه بعد أغتيال معظم قادته الأساسيين ؛ وبالتالى الأستيلاء على مياه نهر الليطانى والتحفظ على منطقة أمنة داخل الأراضي اللبنانية ؛ وأحتلال أراضى جديدة داخل سوريا بحجة تأمين إسرائيل .
إن أستيلاء قوات ميليشيا ” هيئة تحرير الشام ” بقيادة ” الجولاني ” ما هو إلا تكتيك عسكري أمريكي بتنفيذ تركى إسرائيلى لشرق أوسط جديد ؛ يتوافق مع خطط إسرائيلية لتحقيق الحلم الأبدى بأستعادة مملكة ” سليمان ” أو إسرائيل الكبرى كما يطمحون .
والدليل على ذلك أن الأتراك والأمريكان هم من كانوا يمدون ” الجولانى ” بالمال والرجال والعتاد العسكري ؛ برغم أنهم قد وضعوا ” الجولانى ” سابقا على قوائم الأرهاب الدولية ؛ فمع وجودهم في الشمال السورى لم يقوموا بالقبض عليه أو أعتقاله كل تلك الفترة فى دراما هوليودية مضحكة ؛ بل هم من أعطى الضوء الأخضر للأتراك لتمويل تلك الميليشيا ودعمها .
وعند أنطلاق ساعة الصفر قام سلاح الطيران الإسرائيلي بضربات جوية مركزة على قوات الجيش الوطنى السورى الموالى لبشار لتهيئة الوضع على الأرض لقوات ” هيئة ميليشيا الشام ” للتقدم نحو العاصمة وتشتيت قوات النظام ؛ كما قامت القوات التركية بفتح خطوات أمداد ودعم لوچيستى ” للجولانى ” حتى تم له الأمر وأستولى على زمام الأمور هناك ؛ ويدل على ذلك أستيلاء إسرائيل على أراضى جديدة داخل سوريا حتى أصبحت قواتهم البرية على بعد كيلومترات معدودة من العاصمة ” دمشق ” على مرأى ومسمع من قوات ” الجولانى ” الذى لم يحرك ساكنا ولم يطلق تصريحا واحدا يندد فيه بهذا الأعتداء ؛ أن أستيلاء إسرائيل على جبل ” الشيخ ” والذى يفصل بين الحدود السورية واللبنانية دليل واضح على ذلك ؛ لقد قامت القوات الإسرائيلية بتدمير كل قطع الأسطول السورى ؛ بل وقامت بتدمير الطائرات الحربية السورية ومخازن الأسلحة والذخيرة والعتاد ؛ ولم نرى من تلك اللحى المتصدرة شاشات التلفاز والتى تزف البشرى بالنصر إلى الشعب السوري أى بيان يندد بإسرائيل ؛ أو لم نرى منهم أى تحرك لتحرير الأقصى ومساندة شعب غزة المحاصر أن كانوا حقا ينطلقون من منطلق أسلامى كما يزعمون ؛ كما وقف ” الجولانى ” موقف المبتسم من توغل القوات التركية التى أحتلت شمال سوريا حتى نهر الفرات ؛ أى ثورة هذه التى تركت سوريا لتدمر على يد أعدائها ؛ أى ثورة هذه التى لم تندد بأحتلال وتقسيم أراضيها ؛ أى ثورة هذه التى تركت عتاد شعبها العسكري يدمر تدميرا كاملا تحت أسماعهم وأبصارهم ؛ أى ثورة هذه التى عقدت أتفاقا لبقاء القوات الأمريكية فى الشمال بحجة القضاء على الأرهاب منذ ٢٠١٤ حتى الآن ؛ ذلك الأرهاب الذى تراعه وتغذيه ثم توجهها إلى شعوب المنطقة لتهيئتها لشرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل القوة المهيمنة والمسيطرة فى المنطقة .
يجب على الشعب السوري أن ينتبه لما آلت إليه الأمور على أرضه ؛ يحب على أحرار الشعب السوري وقياداته ومشايخه أن يلفظوا ذلك الأحتلال الجديد …
أفيقوا يرحمكم الله … !!!