“فى ذكرى تحرير سيناء.. نروي بطولات المجاهد عبد الكريم أبو لافي الذى أرعب الاحتلال بـ105 عملية فدائية”

“فى ذكرى تحرير سيناء.. نروى بطولات المجاهد عبد الكريم أبو لافي الذى أرعب الاحتلال بـ105 عملية فدائية”
القاهره —- علاء سليم
الشعوب.. فى ذكرى تحرير سيناء.. “عبد الكريم السويركى.. طبيب الفدائيين الذى دوّى جراح سيناء بالنار والرصاص”
فى زمن قلّت فيه البطولات وتاهت فيه المعانى العظيمة، لا بد أن نعيد للذاكرة سير أبطال حقيقيين، نقشوا أسماءهم فى سجلات المجد بدمائهم وتضحياتهم، ليبقى الوطن عاليًا رغم أنف المحتل. وفى ذكرى تحرير سيناء، نُعيد تسليط الضوء على أحد هؤلاء الأبطال، المجاهد “عبد الكريم أبولافى السويركى”، أو كما أطلق عليه زملاؤه “الدكتور” و”محمد الفاتح”، بطل لا يعرف الخوف، ولم تهدأ له نفس إلا بتحرير أرضه.
من قلب سيناء إلى قلب المعركة
ولد عبد الكريم فى قرية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد، من عشيرة الزيود، وتربى على الكرامة والحرية، ورغم قسوة الحياة والجفاف الذى أجبره على الرحيل إلى جزيرة سعود بمحافظة الشرقية، لم تُطفأ جذوة الوطنية بداخله. ومع احتلال سيناء، لم يتردد لحظة، وسارع بالانضمام إلى صفوف منظمة سيناء العربية، ليكون أحد أبرز أفرادها فى جمع المعلومات وتنفيذ العمليات النوعية خلف خطوط العدو.
“الدكتور” الذى أرعب الصهاينة
لم يكن لقب “الدكتور” مجرد اسم حركى، بل كان تعبيرًا عن ذكاء نادر وقدرة فريدة على التخطيط والتخفي. نفذ المجاهد السويركى 105 عملية فدائية ضد الاحتلال الصهيونى، استهدفت معسكراته وأرتاله العسكرية، ما جعل الاحتلال يحكم عليه بالسجن 140 عامًا بعد أن وقع فى الأسر.
صفقة تبادل حررته من قيود الاحتلال
رغم الحكم القاسى، خرج السويركى بعد 3 سنوات فقط، فى صفقة تبادل أسرى بين مصر والاحتلال، مقابل ضابط إسرائيلى، ليعود إلى وطنه رافع الرأس، محتفظًا بأسرار لا تزال خطورتها تمنع حتى اليوم من الكشف عنها.
رحل البطل وبقيت روحه بيننا
توفى المجاهد عبد الكريم السويركى عام 1989، تاركًا وراءه إرثًا وطنيًا عظيمًا، يحكى جزءًا من ملحمة بطولات بدو سيناء الذين لم يتخلوا يومًا عن واجبهم تجاه الوطن، وكانوا خط الدفاع الأول ضد المحتل.
فى يوم تحرير سيناء، نرفع الراية تكريمًا لروح هذا الفدائى الجسور، ونعاهد أبناءه وكل أحرار مصر أن تبقى سيرته منارة تهدى الأجيال وتُذكرهم دائمًا أن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، وأن فى كل ذرة رمل من سيناء قصة بطولة، تستحق أن تُروى.