مقالات

غزة بين الجوع والمقاومة… قلوبٌ فارغة وجدرانٌ لا تصدّ الألم

غزة بين الجوع والمقاومة… قلوبٌ فارغة وجدرانٌ لا تصدّ الألم

بقلم: الإعلامية نرجس قدا

الشعوب.. الجوع في غزة ليس مجرد غياب الطعام عن المائدة أو خلو المعدة، بل واقع مؤلم يسحب الضوء من العيون شيئًا فشيئًا. في هذا المكان المنهك، يتجاوز الجوع روتين الحرمان المعتاد، فيصبح فراغًا عميقًا يطفئ الآمال ويغلق منافذ الرجاء أمام الأسر، حتى تلوح السماء كأنها صماء.

إنه لا ينتظر، ولا يدق بابًا. الجوع هنا يقتحم البيوت المنهكة، يوغل في الأجساد الصغيرة، ويربك الأمهات في ليال لا تنتهي أسئلتها. هناك، أطفال ينامون على وسائد من فراغ ويتذوّقون مرارة الحاجة مع أول تنهيدة صباح. وأحيانًا، – والقلب ينفطر – يحرمهم الجوع حتى من فجر جديد.

في غزة، المواجهة مع الجوع لا تقل شراسة عن مواجهة القصف. أمعاء خاوية وأكف ترتفع بحثًا عن رحمة، وألسنة مرهقة تدعو ألا يكون الموت جوعًا. تتساوى آلام المعدة مع آلام الفقد، والجميع هنا يواجه قاتلًا واحدًا، فالعدو لا يعرف الرحمة، والعالم يدير وجهه دون أن يحصي كم أزهقت أرواح بلا طلقة.

هنا، الأمل خافت لكن الحياة لا تستسلم. غزة تقاوم بأجساد أنهكها التعب وقلوب تعرف أن الله وحده يرى ويسمع، وينتظر عدله أهل الأرض كل ليلة. الجوع في غزة ليس مشهدًا عابرًا، بل مأساة متجددة تحفر في الذاكرة الإنسانية جرحًا لا يشفى.

غزة بين الجوع والمقاومة… قلوبٌ فارغة وجدرانٌ لا تصدّ الألم
غزة بين الجوع والمقاومة… قلوبٌ فارغة وجدرانٌ لا تصدّ الألم

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى