مقالات

صالح الجعفراوي.. شهيد الحقيقة وصقر الكلمة الحرة في وجه العدو

«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُونَ»*
(آل عمران: 169)

صالح الجعفراوي.. شهيد الحقيقة وصقر الكلمة الحرة في وجه العدو

الإعلامية /نرجس قدا

كان الشهيد صالح الجعفراوي صوت الحقيقة وصرخة الضمير في زمن تكاثرت فيه الظلمات. لم يكن صحفيًا عاديًا ينقل الأخبار، بل كان حارسًا أمينًا للكلمة وصاحب موقف شجاع في الدفاع عن وطنه وشعبه في وجه الاحتلال الصهيوني الغاشم. لم تنل منه التهديدات ولا الضغوط، وظل صامدًا لا يركع أمام آلة القمع التي حاولت إسكات صوته النابض بالحق.
واجه صالح الموت بشجاعة لا تعرف الخوف، وقدم حياته ثمناً لكشف الحقائق التي حاول العدو طمسها بلا جدوى. اغتياله لم يكن سوى محاولة بائسة لاقتلاع الكلمة الحرة من جذورها، لكن دماءه الممزقة كانت وقودًا لمقاومة إعلامية أقوى من الرصاص. العدو أخطأ التقدير، إذ أن استشهاده وحد الصفوف وأشعل روح التحدي في الأجيال القادمة.
وقف الجعفراوي سدًا منيعًا في وجه مشاريع الهزيمة واليأس، ولم يترك فرصة للفوز الزائف لأعدائه. ترك رحيله صفحة جديدة من التضحيات التي لن ينساها التاريخ، ليظل رمزًا للجرأة والصمود، يعلّم خصومه أن الحقيقة لا تموت مهما اشتدت الظلمات.
اليوم، صوته ما زال يتردد في فضاءات الحرية، يذكر كل من يناضل أن النصر الحقيقي يُبنى على تضحيات الأبطال الذين لا يهابون الموت. استشهاده هو دعوة متجددة لكل صحفي حر وشريف أن يواصل طريق الصدق والشجاعة، لأن حرية الشعوب لا تُمنح، بل تُنتزع بالدم والكلمة الصادقة.
علمنا صالح أن الكلمة الصادقة أقوى من كل سلاح، وأن الحقيقة لا تُقهَر مهما اشتدت المحن. فلتكن قصته منارة تُضيء دروب المجاهدين، دعوة للاستمرار على درب الحق رغم كل التضحيات، لأن النصر الحقيقي لا يتحقق إلا بالإرادة والإصرار.

وداعًا أيها الشهيد، في جنات الخلد بإذن المولى عز وجل، نزف إليك التحية والفخر، ونعاهدك أن نواصل الطريق الذي رسمته بالصدق والشجاعة. روحك ترفرف حرة بين الأبرار، ولن تموت الكلمة التي دافعت عنها بشجاعة. ✌️🇵🇸

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى