دروس سيدنا يوسف عليه السلام في الاقتصاد
دروس سيدنا يوسف عليه السلام في الاقتصاد
بقلم الدكتور: أد عطية لاشين
استاذ الفقة بالأزهر الشريف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من أعظم الدروس التي نستفيدها من قصة سيدنا يوسف عليه السلام في مجال الاقتصاد والإدارة، هو كيفية التعامل مع الأزمات بحكمة وتخطيط سليم. فقد أوضح القرآن الكريم هذه المبادئ من خلال قوله تعالى:
> “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّم فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ” [يوسف: 47-48].
الدروس الاقتصادية المستفادة:
1. كثرة الموارد مع سوء الإدارة والتخطيط يجعل الموارد في حكم العدم:
إذا توفرت الموارد بكثرة دون وجود إدارة جيدة أو خطط استراتيجية لاستثمارها، فإنها تضيع ولا تحقق النفع المطلوب. وهذا يظهر من خلال أهمية حفظ الفائض من الحصاد في السنوات السبع الخصيبة لمواجهة السنوات السبع العجاف.
2. حسن الإدارة مع قلة الموارد يحقق النفع:
سيدنا يوسف عليه السلام وضع خطة محكمة لاستغلال الموارد المتاحة بكفاءة حتى مع قلتها. وأثبت أن التخطيط السليم يمكن أن يحل الأزمات الاقتصادية، ويضمن تحقيق الاستقرار في المجتمعات.
3. التخطيط للمستقبل ضرورة اقتصادية:
التعامل مع الأزمات يتطلب رؤية بعيدة المدى، وهو ما فعله سيدنا يوسف بتخزين القمح في سنبله للحفاظ على جودته وتقليل التلف، وهو درس في أهمية الاحتياط للمستقبل.
4. الاعتماد على الترشيد لا التبذير:
التوجيه بترك الحبوب في سنابلها وعدم استهلاكها بالكامل يبين أهمية ترشيد الاستهلاك لتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
الخلاصة:
حسن الإدارة والتخطيط المدروس هما أساس نجاح أي نظام اقتصادي، سواء كانت الموارد وفيرة أو شحيحة. ومن دروس سيدنا يوسف عليه السلام نفهم أن الأزمات يمكن تجاوزها إذا وُجدت رؤية حكيمة وعزيمة صادقة لإدارة الموارد بشكل رشيد.
والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.