مقالات

خالد بركات يكتب.. سيبقى الوطن هو الأغلى

سيبقى الوطن هو الأغلى..
بقلم خالد بركات..

الشعوب.. ” *من كان يحمل مثلي حب موطنه..*
*يأبى الغياب ولو في الأنجم الشهب..*
*ثارت جراحي نيراناً يؤججها..*
*عدو الرياح على قلبي وفي عصبي..* “

لا تندهش صديقي القارئ وأنت تتأمل هذا العنوان، ونحن نعيش في زمن الحرب وثقافة التخوين والخوف والقلق على المصير، والتحكم بإرادة الشعب واضف اليها قهر وسلب حقوق..
واقع الحياة تتلمس فيه الكثير من الشواهد (والٱراء المشتركة) التي تصيبك في مقتل وتجد نفسك تماماً فيها. وينتابك شعور من بين الأحرف والكلمات التي تجري كجري الدم في الشرايين، وهي تحمل اوكسجين الحياة..

بدأَ موعَد الإستحقاق الرئاسي، في لحظاته الأخيرة، وكأنّهُ يُسَلّم ذاكِرَتَهُ للعَدَم..
المواطن يصرخ، والوطن يصرخ ويقول كفى….
ونحن لا نَعلَمُ إن كنّا قد خذلناهُ أم أنّهُ هوَ من خَذَلنا، لكنّ شيئًا ما في داخلنا يقول أنّنا كنّا على طريقين متوازيين، ونلتقي فقط في لحظات الصمت، وها هوَ الوقتُ يمضي، ينسابُ مِن بين أصابعِنا كالرّمال، ونَجِدُنا بين رغبةٍ جامحةٍ في الإمساك به وبين خوفٍ من أن نَحمِلهُ فيتَحَطّم كلّ ما سبق، كنّا نبحَث عن إجابةٍ لأسئلةٍ لم نَطرَحْها يومًا وكأنّ المعنى يهرب مِنّا كلما اقتربنا

والصراع الذي تشهده منطقتنا العربية وانعكاسه الصريح على وطننا، هو صراع من مدارس فكرية مختلفة؛ هناك نظام يقابله نظام، حيث تعمد هذه الأنظمة والقوى إلى توظيف مصالحها في مشاريعها السياسية، بغية تحقيق مكاسب ضيقة دون مراعاة للنتائج التي تفكك وطننا..
وما تبقى من نظام أو ما يسمى (إتفاق الطائف)..
وكأنه لن تتوقف صراعاتنا الأهلية قبل توقف عملية التوظيف السياسي للطائفية أحياناً..
أليس من الأجدى صياغة فلسفة اجتماعية موضوعية شاملة للمواطن الإنسان، تنظم سبل العيش الكريم في الوطن..

وكما كتب أحد الكتاب حيث قال: الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت..

وبكل إيمان، أنا أؤمن بالموت من أجل الوطن..
الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون..
عندما يُبتلى الوطن بالحرب يُبتلى معه المواطن من الطفل للكهل، ومن سيأتي في أجيال قادمة.
فيموت من يعشق الحياة، ولا يستحق الموت..
في وطن النور، والأبجدية والحياة..

تأمل معي بعمق حيث تأملتُ كثيراً ووقفت عند المحتوى الذي أرى فيه نفسي تماماً، وأرى تماماً انّ الوطن قيمة لا يستطع الكثير منا امتلاكها..
الوطن مساحة حب كبيرة من الماضي والحاضر والمستقبل، مساحة يشكلها الوجدان بكل معاني الانسانية المكتملة..
وخاصة عندما يتملكنا العشق للوطن..
وتكمن المشكلة الحقيقية في هذا الحب للوطن انني أعشق كل شيء فيه حتى في أزماته.
وقد لا أذهب بعيداً وأنا احفظ كلام الكثير من المفكرين والمؤمنين بالوطن ووصفهم له بانه احب مكان، تجمتع فيه الحياة الأسرية من أهل وأحبة وأقارب؛ الخال والعم والوالد، كما الحبيب والصديق، كما جمال الطبيعة من جبال وأنهار وبحر وبساتين وجنان، كل ذلك يشكل لوحة مكتملة تمنحك حلاوة الانتماء..
تتلخص المشكلة بين صراع القيمة الوطنية والانتماء عند ابناء الوطن، بين واقع يقوده أصحاب فكر يطلب التغيير، وفكر لا يقتنع فيه، بل هم يعتقدون أنّ بإمكانهم ان يبتروا وينتزعوا ويفسدوا قيمة راسخة لا تعوض بثمن..
وثمة سؤال سأله الكثيرون، وفي كل يوم أطرحه على نفسي، أليس من العيب بعد كل هذا التطور العلمي والحضاري الذي حققته البشرية
أن تتعطل لغة الحوار بين السلطة والمواطن
وفيما بين أهل السلطة، هي سجال وإتهامات، وما ينتج عنها بعد حرب وتهديد مستمر للوطن
وكوارث تدمير وتهجير للمواطنين الأغلى على القلوب، وهجرة للشباب وتعطيل مؤسسات..؟؟
لكن منا رسالة مجردة من العاطفة: تواضعوا احسنوا تصرفاتكم انتقوا كلماتكم فمن واجبكم أن تحببوا المواطن بالوطن أكثر من حبه لكم..
ولتتحول جلسة الإنتخاب الى جلسة توافقية شخصية توافقية، تمثل قيمة أخلاقية وطنية تتخطى الطائفية، وبعدها يتعاون الجميع معه دون كيديات وتعالي وانانية، حيث بإمكانها الانطلاق بورشة عمل وطنية إنقاذية شاملة..
وتكون جمال التسوية في الوطن، حباً بالوطن..
كما قال المعلم كمال جنبلاط..

وطننا كان وسيبقى موطنا عزيزا ومفتخرًا وقدوة لنا في الحلم والعلم والأدب والجمال..
وليعُدْ فيه الإنسان كما كان هو الكنز مكتملاً
في محفل الجد، لم يهرب ولم يغب..

اللهم… إحمِ الوطن، فهو أكبر وأغلى من الجميع..

خالد بركات يكتب.. سيبقى الوطن هو الأغلى
خالد بركات يكتب.. سيبقى الوطن هو الأغلى

مجلة نجوم مصر

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى