أخبار

القمة 17 لدول بريكس أكدت توافقها على عدد من القضايا الإقليمية والدولية

القمة 17 لدول بريكس أكدت توافقها على عدد من القضايا الإقليمية والدولية

نهى عراقي

الشعوب.. رفضت القمة المنعقدة في البرازيل التركيز على رفض السياسة الأحادية وضرورة تبني نظام عالمي أكثر عدالة قائم على التعددية.

البيان الختامي أبرز تطلعات المجموعة وتناول بعمق العديد من الملفات الساخنة، فيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط.

أشارت القمة إلى قلقها من النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة دعمها للبيان السابق الصادر عن ممثليها في مارس 2025.

بالنسبة للوضع في غزة، شددت بريكس على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المحتلة، وإطلاق سراح المحتجزين بشكل يتوافق مع القانون الدولي.

كما دعمت رؤية لتحقيق سلام عادل يُلبي حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، أبرزها تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة.

أما على صعيد الملف السوري، رحبت المجموعة برفع العقوبات المفروضة على البلاد وأكدت التزامها بسيادة سوريا وسلامة أراضيها. القمة دعت إلى عملية سياسية شاملة بقيادة سورية ووفقاً لقرارات الأمم المتحدة، مع إدانة العنف والأنشطة الإرهابية، والاحتلال الإسرائيلي لأراضي سورية الذي اعتُبر انتهاكاً للقانون الدولي. حول إيران، أدانت دول بريكس الهجمات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمنشآت النووية التابعة لها. أكدت على ضرورة احترام ضمانات الأمان النووي حتى خلال النزاعات المسلحة ودعت إلى تدخل مجلس الأمن لضمان الأمن النووي.

وفيما يتعلق بمخاطر النزاعات النووية، أعربت الدول الأعضاء عن قلقها بشأن تزايد احتمالات مثل هذه النزاعات.

دعت إلى تعزيز منظومة نزع السلاح وعدم الانتشار كوسيلة لتحقيق استقرار عالمي. كما أكدت دعمها للمناطق الخالية من الأسلحة النووية كجزء من الالتزام بنظام عدم الانتشار النووي.

القمة الـ17 لدول بريكس سلّطت الضوء على دور المجموعة في صياغة رؤى جديدة للنظام العالمي والتأكيد على مفاهيم العدالة والتعاون بعيدا عن فكرة الهيمنة الأحادية التي باتت محل رفض دولي متزايد.

أكدت الوثيقة الختامية لمجموعة “بريكس” على أهمية مضاعفة الجهود لتطبيق قرارات إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. كما شددت على ضرورة مشاركة كافة الأطراف المدعوة في المؤتمر بهذا الصدد بحسن نية وبأسلوب بناء، مرحبة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول دراسة المناطق الخالية من الأسلحة النووية.

فيما يتعلق بالسودان، عبّرت دول بريكس عن قلقها العميق بشأن تدهور الوضع الإنساني وانتشار الإرهاب والتطرف. ودعت إلى وقف فوري، دائم وغير مشروط لإطلاق النار، مع التركيز على تسوية سلمية للنزاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان والدول المجاورة.

وفي سياق الأزمة الأوكرانية، رحبت المجموعة بمبادرات الوساطة وجهود حسن النوايا، بما فيها مبادرة السلام الإفريقية، معربة عن أملها في تحقيق تسوية سلمية ومستدامة من خلال الحوار والدبلوماسية. وقد أدانت بشدة الهجمات الأوكرانية التي استهدفت البنى التحتية في عدد من المناطق الروسية، مؤكدة أنها كانت مقصودة وأدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين بمن فيهم الأطفال.

فيما يخص العقوبات الدولية، أعربت دول المجموعة عن رفضها للقيود الأحادية التي تخالف القانون الدولي، محذّرة من تأثيراتها السلبية على حقوق الإنسان، التنمية الاقتصادية والأمن الغذائي. وطالبت بإلغاء مثل هذه الإجراءات غير القانونية وأكدت أن أي عقوبات يجب أن تخضع لموافقة مجلس الأمن الدولي.

على صعيد مكافحة الإرهاب، شددت دول بريكس على إتمام صياغة اتفاقية شاملة لمواجهة الإرهاب الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة، داعية لتنسيق الجهود ضد جميع المنظمات الإرهابية المدرجة. كما أكدت أن الإرهاب لا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو قومية أو جماعة إثنية، مشيرة إلى مسؤولية الدول الأساسية في مواجهة هذه الظاهرة ضمن إطار القانون الدولي.

وفي مجال تغير المناخ، دعت القمة لتكثيف العمل العالمي للتصدي للتحديات المناخية في سياق التنمية المستدامة.

وأشارت إلى برنامج القيادة المناخية باعتباره نموذجًا يبرز التزام الدول الأعضاء بتعزيز الحلول العادلة لتنفيذ اتفاقات المناخ الدولية. كما شددت على أهمية توفير التمويل المناخي العادل للدول النامية ورفض الإجراءات الانفرادية المزعومة بأنها بيئية. وفي إطار مواجهة الكوارث الطبيعية، أكدت دول بريكس التزامها بتطوير أنظمة الحد من المخاطر وتحسين البنية التحتية المستدامة، مرحبة بخطة العمل للفترة المقبلة لمعالجة أوجه عدم المساواة وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة.

ولفتت إلى تأثير تغير المناخ على أنماط المخاطر وما يسببه من خسائر مدمرة للبنية التحتية في دول الجنوب العالمي. حول الذكاء الاصطناعي، أكدت المجموعة أنه يمثل فرصة كبيرة لتسريع التنمية نحو مستقبل أفضل. وشددت على ضرورة وضع قواعد حوكمة عالمية توازن بين التخفيف من المخاطر المحتملة وتلبية احتياجات جميع الدول.

التعاون في مجال الفضاء

أكّد المشاركون في قمة بريكس “ضرورة استخدام الأنظمة الفضائية والتكنولوجيا الفضائية لأغراض سلمية”، وجدّدوا دعمهم “لضمان استدامة الأنشطة الفضائية على المدى الطويل، ومنع عسكرة الفضاء ووضع الأسلحة فيه، ومنع استخدام القوة أو التهديد بها ضد الأجسام الفضائية”، داعين إلى “اعتماد صك قانوني ملزم في هذا الإطار”.

كما أعلنوا عن “موافقتهم المبدئية على إنشاء مجلس فضاء بريكس، والعمل على تحديد صلاحياته لتعزيز التعاون في الأنشطة الفضائية داخل المجموعة”، ورحبوا بـ”مبادرة إنشاء نشرة معلومات مشتركة لتبادل البيانات والخبرات وأفضل الممارسات”.

وأكد قادة الدول على أهمية التعاون الدولي في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية، وجددوا التزامهم بتقليل الفوارق القائمة في القدرات الفضائية بين دول بريكس.

كما أقروا بأن تبادل البيانات والخبرات وأفضل الممارسات في مجال الأنشطة الفضائية يُعد عنصراً أساسياً في تطوير التعاون بين وكالات الفضاء في الدول الأعضاء في بريكس. وفي هذا السياق، رحبوا بالاقتراح الخاص بإصدار نشرة معلومات مشتركة كآلية لتعزيز تبادل المعلومات ودعم المبادرات الرامية إلى تعزيز القدرات الفضائية.

التعاون مع الأمم المتحدة

أشارت الوثيقة الختامية إلى أن دول بريكس “اتفقت على دراسة فرص التعاون في مجال منع النزاعات المسلحة، ودعم عمليات حفظ السلام التي تنفذها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والمبادرات السلمية والوساطات”.

التراث الثقافي

جاء في البيان الختامي للقمة: “تؤكد دول بريكس أهمية إعادة الممتلكات الثقافية والتراثية إلى بلدانها الأصلية، وتُقرّ بدور هذا الأمر في ترميم العلاقات الدولية على أساس غير هرمي وتشاركي، وتعزيز العدالة الثقافية والتاريخية، والمصالحة، والذاكرة الجماعية”.

الديمغرافيا والتنمية

أشارت الوثيقة إلى أن دول بريكس “ما زالت ملتزمة بتعزيز التعاون في مجال القضايا الديمغرافية، إذ إن التغيرات في الهيكل العمري تشكل تحديات وفرصا على حد سواء للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما ما يتعلق بحقوق النساء وذوي الإعاقة، وتنمية الشباب، والتوظيف، ومستقبل العمل، والتحضر، والهجرة، والشيخوخة”.

التعاون في مجال المدفوعات العابرة للحدود

جاء في البيان الختامي: “نُكلّف وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدينا بمواصلة مناقشة مبادرة بريكس بشأن المدفوعات العابرة للحدود، ونرحب بالتقدم المحرز من قبل مجموعة العمل المعنية بتحديد السبل الممكنة لدعم استمرار النقاش بشأن تعزيز التشغيل البيني لأنظمة الدفع بين دول بريكس”.

وأبرز المشاركون في القمة أهمية التقرير الفني المعنون بـ”نظام المدفوعات عبر الحدود في بريكس”، الذي يعكس تفضيلات الأطراف، مشيرين إلى أن هذا التقرير “سيكون له دور أساسي في الجهود الرامية إلى تيسير مدفوعات عبر الحدود سريعة ومنخفضة التكلفة وأكثر سهولة وفعالية وشفافية وأمانا بين دول بريكس والدول الأخرى، مما قد يسهم في زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية”.

كما أشادوا بـ”استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس 2025، التي أرست الإطار التوجيهي لتعاون الدول الأعضاء في مجالات التنمية القطاعية والاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل”، مؤكدين تطلعهم إلى “اعتماد وتنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس 2030، التي ستعزز مبادئ التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الدولية والتعاون المالي والتنمية المستدامة”.

التعاون في مجال الرياضة

أكدت دول “بريكس” امتلاكها لتراث رياضي تقليدي غني، وأعربت عن اتفاقها على دعم بعضها البعض في الترويج للرياضات التقليدية والمحلية والأصلية، سواء داخل دول المجموعة أو على مستوى العالم.

وشددوا على “أهمية توسيع التعاون في مختلف مجالات الرياضة، بما في ذلك تطوير الرياضات الوطنية والتقليدية وغير الأولمبية”. وأكد الدول الأعضاء التزامهم بتشجيع مشاركة الرياضيين في الفعاليات الرياضية الدولية التي تستضيفها “بريكس”، وتعزيز تبادل الخبرات ووجهات النظر في مجال الثقافة البدنية.

تطوير بورصة الحبوب لدول “بريكس”

أكدت دول مجموعة بريكس على أهمية مواصلة تطوير المبادرة الخاصة بإنشاء منصة لتجارة الحبوب داخل إطار المجموعة، والمعروفة ببورصة حبوب بريكس، والعمل على توسيع نطاقها لتشمل منتجات زراعية أخرى والسلع الأولية.

وشددت في بيانها الختامي على “ضرورة ضمان الأمن الغذائي وتخفيف آثار تقلبات أسعار الغذاء الحادة، فضلا عن التصدي للأزمات المفاجئة في سلاسل الإمداد، بما في ذلك نقص الأسمدة”.

وأشار البيان الختامي للقمة إلى ترحيب الدول بالتقدم الذي أحرزه البنك على صعيد ترسيخ مكانته كمؤسسة عالمية تُعزز التنمية والاستقرار، بما يعكس التزام “بريكس” الجماعي بتقوية الآليات المالية التي تدعم التنمية الشاملة والمستدامة في بلدان الجنوب العالمي.

مكافحة التمييز

أكد البيان الختامي للقمة على “ضرورة تكثيف الجهود العالمية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، فضلا عن التمييز القائم على الدين أو المعتقد أو القناعة، بجميع أشكاله الحديثة، بما في ذلك التصاعد المقلق لاستخدام خطاب الكراهية ونشر المعلومات المضللة والزائفة”، وذلك وفقًا لما جاء في الوثيقة الرسمية.

كما جدّدت دول المجموعة التزامها بتعزيز حقوق المرأة وضمان “مشاركتها الفاعلة في عمليات صنع القرار” في مختلف المجالات.

البنك الجديد للتنمية

مع دخول البنك الجديد للتنمية عقده الثاني في تحقيق التنمية العالية الجودة، أشادت دول مجموعة بريكس في بيان قمة القادة الختامي بالدور المتزايد للبنك ككيان استراتيجي وموثوق يُسهم في تعزيز التنمية والتحديث في دول الجنوب العالمي.

البيان شدد على أهمية هذا الدور ضمن رؤية المجموعة لتطوير الاقتصاديات الناشئة.

وأكدت دول بريكس دعمها لمسار توسيع عضوية البنك، مشيرة إلى أهمية تعزيز بنيته الإدارية لزيادة كفاءته التشغيلية ومرونته المؤسسية.

وأوضحت المجموعة أنها تدعم بقوة الإسراع في مراجعة طلبات الدول الراغبة في الانضمام، بما يتماشى مع استراتيجية البنك وسياساته المعتمدة، مما يضمن توزيعاً متساوياً للفرص دون أي نوع من التمييز.

وأبرز البيان التقدّم الذي حققه البنك في تحقيق مكانته كمؤسسة عالمية تُسهم في تعزيز التنمية والاستقرار، مشيراً إلى أن هذا يعكس الالتزام الجماعي لدول بريكس بتقوية الآليات الداعمة للتنمية الشاملة والمستدامة في الدول النامية.

توسيع عضوية بريكس

أوضحت الوثيقة أن عملية توسيع عضوية بريكس تتطلب تعديلات على طرق عمل المجموعة. وأثنت على الجهود المبذولة لتحديث نطاق عملها، مؤكدة ضرورة حفاظ المجموعة على فعاليتها ومرونتها وشموليتها، واستمرارها كمنظمة قائمة على التوافق المشترك بين الأعضاء.

كما جاء في البيان أن دول بريكس ملتزمة بتعزيز التعاون وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة في السيادة والديمقراطية والشمولية والشراكة التضامنية.

وأكدت الدعم لتوسيع الشراكات مع الدول الشريكة وفق الصيغة التي أُقرت خلال قمة بريكس بمدينة قازان في روسيا. وشددت دول المجموعة على أهمية التطوير المؤسسي كعملية ديناميكية مستمرة تعكس احتياجات أولويات الأعضاء.

وأكدت أن تعزيز الحوار والشراكات مع البلدان النامية والأسواق الناشئة سيزيد من روح التعاون الدولي لصالح الجميع. التحضيرات لقمة 2026 رحبت القمة برئاسة البرازيل لمجموعة بريكس لعام 2025 وشكرت الحكومة وشعبها لاستضافة القمة السابعة عشرة في ريو دي جانيرو.

وفي الوقت نفسه، أكدت الدعم الكامل للهند خلال ترأسها المجموعة في عام 2026 واستضافتها القمة الثامنة عشرة. حول مجموعة بريكس تأسست مجموعة بريكس عام 2006 وبدأت بعضوية خمس دول: البرازيل وروسيا والهند والصين.

في عام 2011 انضمت جنوب إفريقيا، لتصبح خامس عضو. ومع بداية عام 2024، انضم كل من مصر وإيران والإمارات وإثيوبيا كأعضاء رسميين. وفي يناير 2025، أصبحت إندونيسيا العضو السادس عشر ضمن المجموعة.

القمة 17 لدول بريكس أكدت توافقها على عدد من القضايا الإقليمية والدولية
القمة 17 لدول بريكس أكدت توافقها على عدد من القضايا الإقليمية والدولية

 

 

نهى عراقي

نهى عراقي ليسانس أداب.. كاتبة وشاعرة وقصصية وكاتبة محتوى.. وأبلودر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى