الشُهب وأنواعها وأبرز الحقائق
الشُهب وأنواعها وأبرز الحقائق
نهى عراقي
تعد الشهب ظاهرة فلكية كونية، ولعلنا نتساءل ما هو الشهاب، لطالما ذُكرها الله في القرآن الكريم إذ قال الله تعالى في سورة الصافات “إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ”.
مختلف الثقافات والمجتمعات في كافة أنحاء العالم على دراية ومعرفة كاملة بالشهب من آلاف السنين.
ما هو الشُهب وما هو النيزك؟
يتكون الشهاب نتيجة الشذرات المتطايرة من النيزك وهي عبارة عن قطع صغيرة في حجم الحصى وهي تتطاير بصورة يومية بأعداد كبيرة لا تقل عن ملايين الشهاب يوميا.
وتوجد في السماء على هيئة نجوم ويمكن أن يراها الناس بالعين المجردة؛ حيثُ تخترق الغلاف الجوي ببساطة بسبب سرعتها الفائقة وحجمها الصغير.
الشهاب هو نتيجة لاحتراق النيازك التي تسبح في الفضاء، كما نعلم أن الفضاء مكتظ بالمجرات والأجرام المتعددة والمتنوعة من حيث التكوين والأشكال.
تلك الأجرام مُقسمة بشكل أساسي إلى ما يسمى بأجرام الفضاء البعيدة، وأجرام النظام الشمسي، التي تدور حول الشمس، وتعد الشهاب والنيازك من هذه الأجرام.
النيازك عبارة عن كتل من الحديد أو الصخور التي تدور حول الشمس وهي بقايا الكواكب والنجوم ، ومعظمها عبارة عن شظايا صغيرة من الصخور.
نتيجة اصطدام الكويكبات، كما أن المذنبات يمكنها أيضاً أن تنتج نيازك وقت دورانها حول الشمس، وحينما تسبح في الفضاء تتفتت ثم تتحول لشهب من قطع صغيرة.
وأحيانًا تصطدم بالغلاف الجوي وتهبط على كوكب الأرض وتسمى هذه الظاهرة بالحجر النيزكي،
يعتقد العلماء أن مصدر أكثر النيازك يأتي من أجزاء من الكويكبات المتواجدة ما بين مداري كوكب المريخ وكوكب المشترى.
حيث انقسمت هذه الأجزاء عن بعضها؛ نتيجة فعل قوى الجاذبية للشمس والمشترى، أو نتيجة لاطدامها مع أجرام سماوية أخرى.
الفرق بين الشهب والنيزك
الشهاب هو نتاج للنيزك، فكيف تتم تلك الظاهرة؟أثناء سريان النيزك في الفضاء على مسافة قريبة
من الأرض وعلى سرعة هائلة تبلغ 72 كيلو متر في الثانية فتقترب أكثر من الأرض بأقصى سرعة نتيجة الجاذبية الأرضية، نتيجة لتلك العملية يحتك النيزك بجزيئات الغلاف الجوي المحيطة به، حيث تنخفض سرعته نتيجة ذلك الاحتكاك، ثم تتحول هذه الطاقة المتحركة إلى حرارة.
تعمل تلك الحرارة على تأيُن وتبخر المواد السطحية للنيازك وهي من الحديد والنيكل، تنتج طاقة مضيئة ساطعة وضوء مرئي للناس بعد عملية التبخر والتأين يطلق عليه الشهاب.
يفقد النيزك طاقته الحركية إذا كانت سرعته أقل من 25 كم في الثانية الواحدة وبالتالي يتم تدميره بالكامل، كما أنه يُدمر بالرغم من حجمه الكبير.
حيث أن نواة النيازك تظل باردة ولن تزيد درجة حرارتها بسبب حجمه الكبير، لذا لا تزيد سرعته ومن السهل تدميره، وهذه المرحلة تستغرق عدة دقائق، على عكس الثواني المضيئة.
ويوصف وقتها الحديد بالنيزك الحديدي، والحجارة للنيزك الحجري، وهناك الخليط من كليهما للنيزك الحجري والحديدي أو من معدن الأوليفين ويوجد بسطح القشرة الأرضية.
أنواع الشُهب
هنالك عدة أنواع منها مقسمة من حيث قربها من الأرض ومن حيث اللمعان والحجم، كالآتي:
الشهاب راعية الأرض
تشتهر هذه الشُهاب بذيلها الملون الطويل، وهي من الشهب التي تتوهج بالقرب من الفضاء تترك خلفها خطوط مضيئة.
كما أن البعض منها يترك الغلاف الجوي ويتجه ناحية الفضاء الخارجي، كما يتحطم البعض الآخر منها في الغلاف الجوي، ويظهر على شكل نجوم متساقطة من السماء.
الكرات النارية
هذه الشُهاب وصفها الاتحاد الفلكي الدولي أنها من الشهب الأكثر لمعانًا وسطوعًا عن الكواكب الأخرى، يصل حجمها ما بين السيارة الصغيرة وكرة السلة.
تُعتبر أكثر الأنواع انتشارًا، وتتميز أنها من الشهب المضيئة والساطعة بقوة، يستمر لمعانها لمدة طويلة أكثر من الشهب راعية الأرض.
الشُهب المتفجرة
علماء الفلك وصفوا هذه الشهب أنها عبارة عن كرات نارية شديدة الصوت، لأنها تنفجر أثناء دخولها الغلاف الجوي تُحدث أصواتًا مدوية؛ حيث يُمكن سماع صوتها وأن نشعر بها على الأرض.
تعد من أنواع الشهاب العملاقة واللامعة جدًا، وحجمها أكبر من شهب الكرات النارية.
ويوجد نوع من هذه الشهاب المتفجرة يطلق عليها اسم “superbolides” يمتاز بشدة لمعانه وينتج عنه انفجارات متعددة تعتبر خطيرة على الناس والطبيعة.
زخات الشهب
تعتبر تلك الزخات من الزخات العادية من الشهاب وتعرف باسم البرشاويات؛ حيث أنها في الظاهر تظهر كأنها تنطلق من كوكبة برشاوش.
يرجع السبب في ازدياد أعداد تلك الشهاب في أيام محددة من العام.
بسبب دخول كوكب الأرض أثناء حركتها المدارية حول الشمس في منطقة مخلفات أحد المذنبات في أغلب الأحيان أو واحد من الكويكبات في وقت آخر.
حيث أن تلك المذنبات تدور حول الشمس وخلال تلك الدورات تترك خلفها جسيمات صغيرة وتبقى تسبح في الفضاء في مناطق معينة.
عندما تقطع الأرض وقت دورانها مدارًا واحدًا من هذه الأجرام إن كانت مذنبات أو كويكبات.
تؤثر جاذبية الأرض في هذه الحالة على الجسيمات التي خلفتها تلك الأجرام؛ فهذا يؤدي لدخول الكثير منها للغلاف الجوي الأرضي.
وبسبب وجود هذه الجسيمات بكثرة بتلك البقع من الفضاء؛ فيؤدي لظهور العديد من الشهب أكثر من المتعارف عليه أثناء الأوقات الأخرى من العام، وهذا يسمى الزخة الشهابية.
يمكن رؤية أعداد من الشهاب المتدفقة خلال ساعة واحدة من الزمن؛ ولكن أحيانًا تعج السماء بضوء
يبدو هذا الضوء كأنه العاب نارية سماوية. تُنتج وابلات الشهاب حينما يمر كوكب الأرض في مدار مذنب.
تُرسل المذنبات جزيئات تظهر كأنها ذيل من الغبار وراء ظاهرة كرة الثلج الوسخة، وهي إما أن تكون من الجليد أو الصخر.
إضافة للغاز الذي يُكون نواة المذنب، وحينما يمر كوكب الأرض في ذيل المذنب فيصطدم الحطام الصخري بالغلاف الجوي فيولد الخطوط الملونة التي نراها في وابلات الشهاب.
أهم وأبرز الزخات
زخات شهب البرشاويات تحدث في أغسطس.
زخات شهب الجباريات في أكتوبر.
زخات شهب التوأميات في ديسمبر.
عواصف الشهب
تلك العواصف أكثر شدة من الزخات فتأثيرها أقوى من الوابلات؛ حيث يظهر 1000 شهاب تقريبًا كل 60 دقيقة، تبدو كافة الشهاب في الوابلات كأنها مرسلة من نقطة واحدة في السماء.
يطلق عليها اسم النقطة المتوهجة، وتسمى وابلات الشهب تبع للبروج وتُعني “التجمعات النجمية المنتظمة” التي تتواجد بها النقطة المتوهجة.
وابل الليالي اللامعة
يعد الوابل الأروع المسجل عبر التاريخ، حدث عام 1833م.
حينما أضاءت مئات الآلاف من الشهب في السماء لفترة 4 ساعات، حيث تُنتج معظم الوابلات أقل من 100 شهاب في الساعة الواحدة.
ألوان الشهب
تبدو الشهب بألوانها المتعددة المختلفة، بسبب التركيب الكيميائي لصخرة الفضاء الذي يتكون منها النيزك، وأيضا الهواء الذي تمر عن طريقه.
فمثلا النيازك التي تحمل نسبة حديد مرتفعة سيبدو باللون الأصفر، أما النيازك التي بها نسبة كالسيوم عالية يبدو على هيئة خط لونه أرجواني من الضوء.
نأتي لمعنى الشهاب الثاقب كما أشار الله تعالى منذ أكثر من ألف وربعمائة عام، حيث اكتشفها العلم حديثًا وأثبت صِدق الأية الكريمة.
معناها أن الشهاب هو الذي يخترق الغلاف فيثقبه ثقبا والغلاف الجوي ليس صلبا كي يثقب لكن سرعة الشهاب الهائلة الذي يخترق فيها الغلاف يؤدي لتشكل طبقة صلبة جدا.
فالبتالي يحدث تصادم بين الشهاب الصلب وبين الطبقة الصلبة من طبقات الغلاف الجوي.