الجاليات العربية في فرنسا تنتفض ضد التهجير القسري للفلسطينيين

الجاليات العربية في فرنسا تنتفض ضد التهجير القسري للفلسطينيين
بقلم . عبدالحميد نقريش:
الشعوب.. في مشهد يعكس وحدة الشعوب العربية والتضامن مع القضية الفلسطينية، انتفضت الجاليات العربية في فرنسا اليوم، وخاصة في مدن باريس ومارسيليا، وبعض المدن الاخري رفضًا للتهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي. جاءت هذه الاحتجاجات كرسالة قوية ضد الممارسات الإسرائيلية التي تسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وطمس هويتهم الوطنية.
التهجير القسري: جريمة إنسانية مرفوضة
التهجير القسري هو أحد أخطر الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية، إذ يهدف إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين لصالح المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للأراضي المحتلة، في انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف.
ورغم الإدانات الدولية المستمرة، يواصل الاحتلال سياسة التهجير، سواء عبر هدم المنازل، أو فرض القيود الاقتصادية والمعيشية، أو استخدام العنف المباشر لإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم. هذه الجرائم تتطلب موقفًا دوليًا حازمًا، وليس مجرد بيانات شجب لا تؤثر على أرض الواقع.
الجاليات العربية في فرنسا: صوت الشعوب في وجه الظلم
ردًا على هذه الجرائم، خرجت الجاليات العربية في فرنسا اليوم في مظاهرات حاشدة، رفع فيها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات تندد بسياسات التهجير والاحتلال. كما شهدت المظاهرات مشاركة واسعة من مختلف الأطياف، بما في ذلك نشطاء حقوق الإنسان، وجمعيات داعمة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى شخصيات سياسية فرنسية تدعو إلى احترام حقوق الفلسطينيين.
وأكد المشاركون أن هذه الانتفاضة ليست مجرد احتجاج عابر، بل هي جزء من حملة مستمرة للضغط على المجتمع الدولي، وخاصة الحكومة الفرنسية، لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الاحتلال الإسرائيلي ووقف دعمه سياسيًا وعسكريًا.
رسالة إلى العالم: كفى صمتًا!
تأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي عالميًا ضد الانتهاكات الإسرائيلية، إذ باتت أصوات المقاطعة والمطالبة بمحاسبة إسرائيل تتزايد في مختلف الدول الأوروبية. ولم تعد قضية فلسطين محصورة بالعالم العربي فقط، بل أصبحت قضية إنسانية بامتياز، تستدعي تضامنًا عالميًا لوقف الظلم المستمر بحق الشعب الفلسطيني.
إن رسالة الجاليات العربية في فرنسا واضحة: كفى تهجيرًا، كفى قمعًا، كفى انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين! فالصمت الدولي عن هذه الجرائم هو بمثابة تواطؤ مع الاحتلال، وما لم يتحرك العالم بجدية، فإن هذه السياسات لن تتوقف، بل ستتفاقم لتشمل مزيدًا من القرى والمدن
الفلسطينية
الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا اليوم ليست سوى خطوة ضمن نضال طويل يمتد لعقود. فالشعوب العربية وأحرار العالم لن يصمتوا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وسيواصلون الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والعيش بحرية وكرامة على أرضهم.
يبقى التهجير القسري جريمةً لا تسقط بالتقادم، وسيظل الفلسطينيون يقاومون، مدعومين بكل من يؤمن بالعدالة والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
