أمن المجتمع و استقراره من منظور الأزمات الدولية والتقلبات الإقتصادية
أمن المجتمع و استقراره
من منظور الأزمات الدولية والتقلبات الإقتصادية
بقلم: علي بدير
أخبار الشعوب.. الأزمات المتعددة فى منطقة الشرق الأوسط ومنها الحرب على غزه والحرب الأهلية السودانية والأوضاع السياسية المتوترة في ليبيا وسوريا واليمن والحرب الروسية الأوكرانية إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على مصر
ولا تؤثر هذه التحديات على الاقتصاد المصري فحسب
بل تهدد أيضًا الاستقرار الإقليمي
الشعب أحياناً لا يستطيع ان يدرك هذه العلاقه
ولكن لنسأل أنفسنا سؤال:
ما علاقة الحروب فى المنطقة واقتصاد دولة مجاورة؟؟
وهنا تحدث عن مصرنا الحبيبة
دعونا نسرد سوياً المشاكل الإقليمية ومدى تأثر مصر بها من الناحية الاقتصادية.
وتتلخص الأزمات الناتجة عن تلك الصراعات فيما يلي:
١- الصراعات فى اليمن والحوثيين :
هذه الصراعات تنعكس بشكل مباشر على ايرادات قناة السويس وخصوصاً فى الفترة الأخيرة وبداية الحرب على غزه حيث يلجأ بعض المستوردون إلى المخاطرة بشراء العملة الصعبة أو الاقتراض بمعدلات فائدة مرتفعة لجلب الواردات مبكرا في ظل حالة عدم اليقين ومخاوف اضطراب حركة الشحن وعدم وجود ضمانات دولية تحول دون وقف ضرب الحوثيين السفن المارة في البحر الأحمر لتجنب تباطؤ عمليات الشحن والتوريد ما يرفع معدلات التكلفة والتضخم مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات النهائية
٢- الحرب الأهلية السودانية :
هذه الصراعات اثرت بشكل سلبي بسبب الملفات الثنائية والإقليمية التي ترتبط بالأمن والاستقرار في السودان ثم بسبب حالة النزوح الكثيفة من السودانيين إلى مصر
مما استدعي الحكومة المصرية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية والحدودية
أما من الناحية الاقتصادية فإن لجوء السودانيين إلى مصر بأعداد كبيرة يؤثر على الاقتصاد المصري الذي يعاني أصلًا من أزمة اقتصادية خانقة
٣- الصراعات في ليبيا :
ليبيا كانت تعد شريكاً تجارياً رئيسياً لمصر على مدى التاريخ إلا أنه فى ظل الصراعات القائمة أدى وبشكل ملحوظ إلى تراجع صادرات مصر إلى ليبيا بشكل حاد مما أثر على الشركات المصرية التي كانت تعتمد على السوق الليبي
وتراجع التعاون التجاري والاقتصادي مما انعكس سلباً على الاقتصاد المصري وكما انتشرت كثيراً عمليات التهريب سواء من السلع أو الأسلحة
كل ذلك خلق تحديات كبيرة أمام الأجهزة مما يزيد الضغط على قوات الأمن المصرية ويثقل كاهل الحكومة بعبء مالي إضافي
كما أن الموارد الإضافية المطلوبة لمكافحة التهريب وتأمين الحدود تؤدي إلى تحويل الأموال من قطاعات حيوية أخرى مما يؤثر بشكل مباشر علي القطاع الاقتصادي
٤- الحرب على أوكرانيا:
هذه الحرب لم تؤثر فقط على مصر بل على العالم أجمع وخاصة على أسعار الغذاء
تعتبر أوكرانيا وروسيا مصدران رئيسيان للمنتجات الزراعية بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
وللأسف الشديد تعد مصر مستورداً رئيسياً للقمح مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ فى أسعار الحبوب بسبب اضطرابات التوريد العالمية من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا
مما ساهم في ارتفاع التضخم الغذائي وزيادة المصاعب الاقتصادية للمصريين
٥- الحرب على غزه :
أدت هذه الحرب إلى انخفاض إيرادات السياحة وقناة السويس وتشير التوقعات إلى تراجع محتمل في مؤشر التنمية البشرية في مصر
أدت المخاوف من انعدام الأمن في الدول المجاورة إلى تراجع أعداد الزوار الدوليين وانعكست حالة عدم الاستقرار الناتجة عن هذه الأزمة على ثقة المستثمرين في السوق المصرية.
كل هذه الحروب والصراعات أثرت بشكل مباشر على الأمن والاقتصاد المصري
من الناحية الاقتصادية :
أدت إلى تعرقل التجارة وانخفاض ايرادات قناة السويس وعدم ثقة المستثمرين فى السوق المصري مما أدى إلى ارتفاع التضخم الغذائي وزيادة المصاعب الاقتصادية للمصريين
أدى أيضاً كثرة عدد اللاجئين إلى فرض ضغوط هائلة على سوق الإسكان في مصر مما أدى ارتفاعات ملحوظة فى أسعار السكن والإيجارات
وزيادة الضغوط على نظام الرعاية الصحية وترتب على هذا الوضع صعوبة أكبر في حصول كل من اللاجئين والمصريين على خدمات الرعاية الصحية المطلوبة
وكذلك أيضاً على منظومة التعليم وغير ذلك من الخدمات الأساسية
أما من الناحية الأمنية :
أثرت هذه الصراعات بشكل مباشر وخلق تحديات كبيرة أمام الأجهزة مما يزيد الضغط على قوات الأمن المصرية ويثقل كاهل الحكومة بعبء مالي إضافي لحماية الحدود من عملية التهريب وتجنب عبور الأسلحة أو الجماعات المتطرفه
مع كل هذه الصراعات والتحديات لو ركزنا قليلاً لوجدنا أن كل هذه الصراعات لها هدف واحد وهو …..؟
لو ركزنا قليلاً لوجدنا أن جميع الصراعات فى المنطقة تتمركز حول مصر.
فمن الجنوب السودان ومن الغرب ليبيا ومن الشرق فلسطين ومن الشمال الشرقي سوريا ولبنان
وعلى البحر الأحمر تجد السعودية والأردن واليمن وبجوارهم العراق الحزينه
فهل كل هذا صدفة ؟