مصر تحقق نجاحًا كبيرًا في حسم مفاوضات وقف الحرب على غزة

مصر تحقق نجاحًا كبيرًا في حسم مفاوضات وقف الحرب على غزة
نهى عراقي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار.
وكانت قد اتجهت أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ لمتابعة نتائج المباحثات غير المباشرة بين الطرفين، والتي شهدت حضورًا عربيًا ودوليًا رفيع المستوى بمشاركة اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالين، بالإضافة إلى مبعوثي الولايات المتحدة جارد كوشنر وستيف ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
تعقد هذه الاجتماعات في شرم الشيخ كذروة للجهود المكثفة التي بذلتها مصر دبلوماسيًا وسياسيًا على مدار عامين لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وكانت القاهرة قد نظمت مؤتمرًا في أكتوبر 2023 للتحذير من تصاعد الصراع الإقليمي.
ركزت مصر جهودها على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وضمان دخول مساعدات إنسانية إلى النازحين الفلسطينيين.
وعلى الرغم من الحصار الإسرائيلي المطبق الذي عرقل وصول هذه المساعدات، تمكنت القاهرة من فك هذا الحصار بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة للحفاظ على المدنيين المتضررين.
على مدار السنوات الأخيرة، استخدمت مصر جميع أدواتها الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب تعزيز مسار حل الدولتين كحل أساسي لضمان السلام في الشرق الأوسط.
هذا النهج المصري لاقى تعاطفًا دوليًا، حيث اعترف العديد من الدول الأجنبية بدولة فلسطين وأيدوا الحل القائم على دولتين تماشيًا مع الرؤية المصرية والمبادرة السعودية الفرنسية.
بعد جهود طويلة، تمكنت الوساطة المصرية في يناير الماضي من تحقيق هدنة إنسانية في غزة عبر اقتراح رؤية متكاملة حظيت بدعم أمريكي وقطري، إلا أن إسرائيل تراجعت عن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق سعيًا لاستمرار العمليات العسكرية.
ومع ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن نجاح الوساطة في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
وقد أوضح عبر منصته للتواصل الاجتماعي أن إسرائيل وحماس وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام، مشيرًا إلى إطلاق قريب لكافة الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية وفق شروط متفق عليها، ما يعتبر خطوة أولى نحو سلام شامل ودائم.
وأشاد ترامب بمساهمة الوسطاء من مصر وقطر وتركيا لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، وفي تفاصيل الاتفاق، أشار ترامب إلى احتمالية زيارته مصر نهاية الأسبوع لاستكمال المشاورات النهائية.
وكان قد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة إلى الرئيس ترمب للمشاركة في الاتفاقات النهائية.
ووصف ترمب الوضع الحالي بأنه فرصة غير مسبوقة لإحراز تقدم نحو السلام في المنطقة بأكملها.
جاء هذا في إطار إشراف فريق دبلوماسي بارع يعمل على تحقيق أهداف المفاوضات. من ناحية أخرى،
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على الحكومة للمصادقة غدًا. أما حركة حماس فقد أعلنت موافقتها على الاتفاق المتضمن وقف الحرب وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة، فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى.
وقد أشادت حركة حماس بالجهود الدولية وخاصة مصرية وقطرية وتركية، كما أعربت عن امتنانها للرئيس ترامب لدوره الرئيسي في الوصول إلى هذا الاتفاق الهام.
وطالبت حماس كافة الأطراف الدولية والإقليمية والأطراف الضامنة للاتفاق بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ بنود الاتفاق دون مماطلة.
في بيانها، أكدت حماس أن الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة وفي الشتات أثبت مقاومة وشجاعة في وجه الاحتلال ومحاولاته الفاشية التي تستهدف تهجيرهم والنيل من حقوقهم الوطنية. وتعهدت الحركة أن تضحيات الشعب لن تُهدر، مؤكدة استمرار النضال حتى تحقيق الحرية والاستقلال الكامل.
استمرت المباحثات الحاسمة في شرم الشيخ وسط ترقب عالمي، ما يعكس حجم الجهود الدبلوماسية المبذولة لضمان الوصول لسلام يضمن حقوق الفلسطينيين ويوقف نزيف الدم في المنطقة.
